سليمان الجعيلان
نعم، إذا تجاوز الهلال مباراة دور الأربعة ووصل للمباراة النهائية، ونعم، إذا انتصر الهلال في المباراة النهائية وصعد للمنصة متوجاً بلقب بطولة النخبة الاسيوية، ونعم إذا نجح مدرب الهلال في القيادة الفنية في المباراتين المتبقيتين، كما فعل أمام غوانغجو الكوري الجنوبي الجمعة الماضية، ونعم إذا واصل لاعبو الهلال الشعور بالمسؤولية ولعبوا بهذا الانضباط التكتيكي وبهذه الروح القتالية التي كانوا عليها في المباراة الأخيرة أمام غوانغجو الكوري، ونعم إذا استوعب لاعبو الهلال أن هذه النتيجة الكبيرة وهذه السباعية المستحقة التي حققها الهلال أمام غوانغجو الكوري ليست إلا خطوة للوصول للنهاية بل وللقمة.
وأخيراً، نعم إذا فهم وتفهم لاعبي الهلال تصريح مدرب الهلال السيد جيسوس عقب المباراة عندما قال: (لم نحقق اللقب الآسيوي حتى الآن وعلينا التركيز على المباراة المقبلة من أجل الوصول للمباراة النهائية..) حينها الجميع سيقولون وبالفم المليان بالفعل لقد تعافى وعاد الهلال بل ومن الباب الكبير ليخيف المنافسين ويقهر الساخرين!
ولا أعني هنا مدرب وبعض لاعبي فريق غوانغجو الكوري فقط بل وجميع الذين سخروا من خروج الهلال من البطولة الآسيوية في النسخة الماضية، وهذا ما يجب أن ينظر إليه ويشعر به وينطلق منه مدرب ولاعبو الهلال قبل دخول المباراتين القادمتين التي يفترض أنها لا تعني للهلال وللهلاليين انتزاع بطولة فحسب، بل استعادة هيبة كبير وزعيم القارة وتؤكد وتثبت عودة الهلال لتسعد العاشقين وتلجم الشامتين!
باختصار، صحيح أن الهلال بنجومه قدموا أمام غوانغجو الكوري الجنوبي ملحمة كروية وانتصروا بسباعية نظيفة وتأهلوا لدور الأربعة دون أن يتلقى أي لاعب من الهلال بطاقات ملونة وصحيح أن الهلال بجمهوره ومدرجه سطروا ليلة استثنائية من ليالي البطولة الاسيوية، ولكن في المقابل لا يعني هذا كله أن يستسلم لاعبو الهلال لفخ حملات التخدير المعتادة، وأن ينساق لاعبو الهلال خلف الترشيحات المبكرة وأيضاً لا يعني هذا كله أن يتوقف طموح جمهور الهلال عند هذا الانتصار العابر، وعند هذه العودة القوية التي ربما تكون عودة مؤقتة إذا تسلّل هذا الانطباع وهذا الشعور للاعبي الهلال بأنهم قدموا كل شي وهم لم يحققوا شيئاً بعد، ولذلك على الهلاليين وأعني هنا كل الهلاليين إدارة ومدرب ولاعبين وجماهير الشعور بالمسؤولية تجاه فريق الهلال في هذه المرحلة المفصلية وفي هذه الفترة القصيرة من عمر البطولة الاسيوية لإكمال هدف الوصول للنهاية وتحقيق البطولة وتأكيد العودة من خلال تدعيم أهم الإيجابيات في الهلال وتعزيز أكثر المكتسبات واحباط أكبر المخططات دون الدخول في التفاصيل!.
السطر الأخير
يبدو أن ملف مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية كان عبئاً على كاهل مسيري ومسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم وأردوا أن يتخلصوا منه بأي طريقة وهو ما يفسر ويبرر اعتماد الاتحاد السعودي تشكيل لجنة من ممثلي الأندية ليقدم كل نادٍ أرقام بطولاته، ويكون إضافة وحسم عدد البطولات وأحقية كل نادٍ عبر التصويت من قبل أعضاء الجمعية العمومية، وهو ما يعزز أن مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية سيكون رهينة الاجتهادات الفردية والعلاقات الشخصية، وأنه أي مشروع توثيق تاريخ رياضة كرة القدم السعودية سيكرس حراج الإحصائيات ومزاد البطولات دون اكتراث لسمعة وصورة الرياضة السعودية وهو ما رفضته إدارة نادي الشباب بكل مسؤولية وبكل جراءة وشجاعة، لعل وعسى أن يعيد مسيرو ومسؤولو الاتحاد السعودي النظر في هذا الملف، وهذا المشروع الوطني قبل أن يكون مشروعاً رياضياً!.. نقطة آخر السطر.