د. محمد عبدالله الخازم
تزداد أسعار الطيران بين مدن المملكة يوماً بعد يوم بشكل مبالغ فيه - من وجهة نظر المستهلك- دون تفسير واضح لمبررات ذلك الارتفاع من قبل هيئة الطيران المدني أو شركات الطيران ذات العلاقة. ليس مفهوماً كيف يتجاوز سعر التذكرة من الرياض إلى الطائف أو الباحة أو عسير سعر التذكرة من الرياض إلى عواصم عالمية من شركة الخطوط ذاتها. على سبيل المثال، بحسب وحدة التحليل المالي في «الاقتصادية»، التي استندت إلى بيانات نظام أماديوس العالمي للحجوزات ووكالات السفر، فإن أسعار تذاكر الخطوط الرسمية جاءت الأقل سعراً لكل من دبي وإسطنبول ولندن وباريس والقاهرة، مقارنة بأسعار الخطوط الرسمية لدول المدن المذكورة. لقد بلغت الأسعار من الرياض، 840 إلى دبي و1300 إلى إسطنبول!
طبعاً، تلك أسعار الخطوط الرسمية وقد تكون الأسعار أدنى لدى الخطوط التجارية الأخرى.
ولأن لا أحد يشرح مبررات ارتفاع الأسعار، نلخص للقارئ مكونات التكاليف التي يمكن لمسها وتؤثِّر في أسعار التذاكر:
1- تكاليف/ أجرة الخطوط الجوية (كلفة الطائرة).
2- رسوم المطارات (تحسين المطار).
3- رسوم الملاحة الجوية الأرضية.
4- رسوم الخدمات الأمنية.
5- رسوم الهبوط والصعود لكل رحلة.
6- رسوم الوقود.
7- رسوم الضرائب.
ربما هناك رسوم أخرى، أو بعض هذه الرسوم لا تطبق في جميع المطارات أو لها تسميات أخرى حسب الدولة، لكننا نحاول فهم مبررات ارتفاع أسعار التذاكر، من هو الملام في ذلك، وكيف يمكننا كبح تلك الارتفاعات؟ بشكل غير رسمي، الخطوط تتهم الطيران المدني/ المطارات بسبب رسومها العالية التي تقود إلى رفع كلفة الرحلات، لأنه لا بد من تغطية التكاليف والحصول على أرباح. وكثيراً ما تلقي باللوم على ارتفاع تكاليف الوقود. والطيران المدني والمطارات يصمتون ويرون أن شركات الطيران ترفع الأسعار بشكل يحقق ربحيتها العالية وليس لهم التدخل في التسعير في سوق مفتوحة.
هناك دراسات تشير إلى الرسوم -أعلاه- لا تؤثر بأكثر من 30-40 % من سعر التذكرة، والباقي يتعلق بحسابات الشركة الناقلة، ولكل شركة آلياتها في حساب أسعار التذاكر. يرى البعض، بأنه طالما التكلفة أقل عندما نسافر إلى مطارات خارج المملكة، فهذا يعني أن سبب ارتفاع الأسعار هو ارتفاع تكاليف المطارات والملاحة المحلية والوقود، وغيرها من العوامل المذكورة أعلاه. والبعض يشير إلى أنه طالما الخطوط الأجنبية تقدِّم أسعاراً أدنى مقارنة بخطوطنا على ذات الخطوط الدولية، فهذا يعني أنه ربما يدخل عامل الوقود والدعم المقدم من الدول في حساب تكاليف الطيران. وفئة أخرى، ترى أن غياب المنافسة يقود إلى ارتفاع الأسعار بالذات في السفر للمطارات المحلية.
أياً يكن السبب، فما أريده من هيئة الطيران المدني هو إعلان تكاليف المطارات والوقود وأجر الشركات العاملة. وفق الشفافية التي نرجوها يمكننا معرفة مسببات ارتفاع الأسعار ومن ثم السعي نحو إيجاد حلول للعنصر الأكثر تأثيراً في رفعها. على سبيل المثال، إن كان سبب ارتفاع تكاليف السفر هو سعر الوقود والضرائب، فلعلنا نرجو بأن يتم النظر في دعم وقود الطائرات السعودية وتخفيض الضرائب، وإن كان السبب رسوم المطارات فلنسع إلى تقليصها وحلها بالذات في مناطق صغيرة طرفية ليس لديها خيارات كبرى في التنقّل وتعتمد على الطيران المحلي. وإن كان السبب شجع شركة الطيران، فلنعلم المستهلك بذلك.
الشفافية وإجابة الأسئلة هي الخطوة الأولى لفهم سبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران داخل المملكة.