د.عبدالعزيز الجار الله
أشرت في العدد السابق (2) إلى أن جامعة الملك سعود، الجمعية السعودية للدراسات الأثرية أصدرت عام 1446هـ / 2025م كتاب: مقدمة في المدن القديمة وآثارها في المملكة العربية السعودية للدكتور محمد بن سلطان العتيبي عضو هيئة التدريس بكلية السياحة والآثار بالجامعة. واختار المؤلف أهم المدن التي نشأت في عصور قديمة قبل الميلاد وهي:
تيماء، دومة الجندل / أدوماتو، دادان، (الحجر) مدائن صالح، خيبر، يثرب، مكة، الطائف، نجران، الفاو، ثاج، الجرهاء. وتناول المؤلف أول المدن تيماء ثم تلاها:
- يثرب: تقع شمال غرب المملكة وهي المدينة المنورة، ورد ذكر يثرب في نقش الملك نابونيد، وهذا يعني أن يثرب كانت موجودة في منتصف القرن السادس قبل الميلاد، ونقش ثاني (معيني) في القرن الرابع ق.م، وفي نص نبطي تاريخه يعود للقرن الثاني الميلادي، وهي مثل المدن القديمة تعود للعصر الحجري الحديث حسب المنشآت الحجرية.
- مكة: تقع غرب المملكة، ذكر مكة بطليموس (90-168) ميلادي وارتبطت مكة بهبوط آدم عليه السلام إلى الأرض، عثر على أدوات تعود للعصور الحجرية، وكان قدوم إبراهيم عليه السلام بزوجته وابنه اسماعيل عليه السلام في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد، وذكرت بالقرآن، ولقد تردد النبي إبراهيم على مكة أربع مرات. كما استوطن مكة قبائل: جرهم وخزاعة وقريش.
- الطائف: تقع غرب المملكة عثر على أدوات حجرية آشولية العصر الآشولي الأوسط ورسوم ونقوش ثمودية، سكنتها العديد من القبائل من نهاية الألف الثاني قبل الميلاد وبداية القرن الأول قبل الميلاد حتى ظهور الإسلام.
- نجران: تقع جنوب المملكة، بداية نجران منذ الألف الثاني قبل الميلاد، أظهرت عينات من أسفل القلعة تعود 535 قبل الميلاد، وتعود عينات الطبقات العليا إلى 235 ميلادية. أقدم النصوص السبئية التي ذكرها عام 680 قبل الميلاد.
- قرية الفاو: تقع جنوب منطقة الرياض،عاش الإنسان في العصور الحجرية في منطقة الفاو، وقد مرت بثلاث مراحل: مرحلة (طبقة )مابين القرن 4 إلى القرن 1 ق.م، الثانية تعود إلى المعينية من القرن 3 ق. م إلى القرن 1 ق.م، الثالثة فهي قرية الفاو الثانية وتعود إلى القرن 1 ق.م إلى نهاية القرن الثالث الميلادي.
- ثاج: تقع على بعد 90 كم من ساحل الخليج العربي غربي مدينة الجبيل، كانت مركزا للتجارة في الفترة الهيلنستية في القرن الأول بعد الميلاد، مرت ثاج بخمس مراحل سكنية من 300 قبل الميلاد إلى 300 ميلادية.
- الجرهاء: تقع شرقي المملكة قرب ساحل الخليج، تأسيس المدينة تنسب لمجموعة بابلية كلدانية طردهم الملك الآشوري سنحارب من بابل عام 694 قبل الميلاد، يربط بعض الباحثين بين الجرهاء وميناء العقير، ورأي أنها مدينة ثاج لكثرة المعثورات التي تعود للعصر الهلنستي، ورأي أنها رأس قرية إلى الشمال من العقير بمسافة 26 كم، ورأي أن قرية الفاو هي الجرهاء، ويعتقد المؤلف أن الجرهاء لا تزال مطمورة تحت الرمال في المنطقة الشرقية. ويختتم المؤلف د. محمد بن سلطان العتيبي بقدم الاستقرار منذ آلاف السنين، وأن هذه البلاد لم تكن بعيدة عن هذا الحراك الحضاري والتاريخي المهم منذ العصور القديمة.