العام 2010م عام جديد احتفلت به الدول والشعوب والأفراد من كل لون وجنس، وشارك في الاحتفال به العديد من الدجالين، وهناك الفلكيون والمنجمون، وكلهم يأمل أن تتحقق الأمنيات السعيدة الخاصة والعامة، وكلهم يرجون أن يسود الخير والسلام في الحياة وفي كل وقت.
الوقت مسرحية عجيبة يشارك الناس في صنعها ووضع أدوارها غير السعيدة، وبعد ذلك يبكون في نهايتها المحزنة.. تهريج في تهريج، وها هو العام الجديد تراق فيه الدماء!
لقد ودع العالم عام 2009م بالشتائم لأنه كان عاماً سيئاً وقعت فيه حروب ومظالم وكوارث وويلات كبيرة، ولكن أحدا لم يسأل مَنْ الذي يلطخ وجه الزمن بهذا السواد؟!
شيء جميل أن تكون أمنية الضعيف أن يقوى، والجائع أن يشبع، والمجتهد أن ينجح، والسقيم أن يتوافر له العلاج.. وكيف يصل العاشق ودون حبيبته أهوال وأهوال؟!
وشيء رائع أن تعمل الدول الضعيفة على التغلب على مصاعبها الاقتصادية، وتحقق الرفاهية لشعوبها، وتنتصر على تخلفها.. ولكن كيف يتحقق هذا المطلب العسير والدول القوية تريد عكس ذلك؟
وهناك شعوب فقيرة ترجو أن تتخلص من الفقر وتُحرَّر، ولكنّ أعداءها لا يعترفون بذلك الحق وذلك الطموح!
إذًا لماذا يحتفل العالم بالعام الجديد ويضيئون له الشموع في حين لم تتحقق فيه آمالهم وأمنياتهم؟!
القوي بأي معنى من معاني القوة هو الذي يركب الزمن ويتحكم به ويستفيد منه؛ ولهذا فهو يحتفل بأعوامه السعيدة بطريقته الخاصة.
ولكن ما الذي يجعل الضعيف ينخدع بهذه الكذبة فيحتفل بالعام الجديد ويتمنى المستحيلات؟! ويهذي بالأوهام!
إذا كان لا بد لهؤلاء المجاذيب أن يحتفلوا بالعام الجديد فعليهم أن يحتفلوا في نهايته لا في بدايته، وإذا كانوا يريدونه عاماً سعيداً فليخرجوا من جلودهم ومن أعمارهم الخاوية أولا!
إن الدنيا تسير في غير ما يريد هذا الإنسان إلا مَنْ ملأ الله قلبه بالإيمان والرضا وحاول أن يرى من الدنيا جانبها المضيء.
الرياض