أقام منتدى عمر بامحسون الثقافي أمسية بعنوان (تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2010م)، والتي بدأت بمحاضرة للدكتور عبدالرحمن الشبيلي الذي ربط عنوانها ببلاد الحرمين الشريفين؛ مشيراً إلى الإطارين الزمني والمكاني؛ فهي ستتناول - زمناً - بعض جوانب التأثير المتبادل منذ عصر النبوة المطهرة، أما عن الإطار المكاني فيقصد به بالطبع مكة المكرمة والمدينة المنورة وما جاورهما.
وأشار الشبيلي بأن المقصود بحضرموت هي مدن وادي حضرموت ومنطقة حضرموت الكبرى كما كانت تعرف عند المؤرخين والجغرافيين القدامى.
وكان من المظنون أن التأثير أحادي الاتجاه من جهة بلاد الحرمين الشريفين، وذلك بحكم قوة المصدر وقدسية المكان، لكن الواقع أن لحضرموت - علماء وتاريخا وثقافة واقتصادا - من التأثير الإيجابي ما لا يُنكر، ويكفي شاهداً على ذلك مبلغ تأثير أهلها (الحضارم) في كل من شرقي إفريقيا ودول جنوب شرقي آسيا، المتمثل في نقل الإسلام، وفي تحريك الاقتصاد، وفي تصدير العادات، مما هو معروف لدى الجميع.
وأضاف أن الكتابات التي تناولت دخول الإسلام إلى حضرموت تتفق على تحديد السنة السابعة للهجرة تاريخا لذلك، عندما قدم وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل الحضرمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان سليم بن عمرو الأنصاري داعية الإسلام في عصر الرسالة، وكانت كندة صاحبة الحول والطول والصولجان في جنوب الجزيرة العربية، وقَدِم أحد سادتها الأشعت بن قيس أيضا إلى حضرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم تُسجِّل كتب التاريخ التقلبات التي عصفت بأقاليم حضرموت بدءاً بالردّة، وانتهاءً بما آلت إليه الأحوال السياسية حتى وقت قريب.
كما تطرق إلى التواصل الثقافي المتبادل بين بلاد الحرمين الشريفين وبلاد حضرموت بأمور عديدة، قديمة أو معاصرة تحتاج إلى أقلام باحثة، ومنها على سبيل المثال: التشابه في الجذور اللغوية واللهجات بين عرب الشمال والجنوب داخل الجزيرة العربية، والصلات التجارية المتمثلة في أسواق العرب المقامة في حضرموت مثل سوقَي الرابية والشحر اللذين كانت قريش ترتادهما في مقابل سوق عكاظ الشهير في الطائف، وفي طريق التوابل والبخور الذي ينطلق من ميناء الشحر بحضرموت منذ عهد الدولة الحميرية، وهجرات قضاعة وتنوخ في القرن الثالث الميلادي، والروابط السياسية التاريخية التي ترتبت على هجرة كندة من الشمال إلى الجنوب قبيل الإسلام، وكذلك انتشار المدرسة الإباضية في جنوب شبه الجزيرة العربية، ثم قيام الدويلات المحلية فيما بعد.
وتحدث الدكتور محمد البرعي عن مدينة تريم من ناحية المعاجم العربية، و إيضاح ما تحويه مدينة (تريم) من دلالات حضارية.
وأشار البرعي إلى أن موقع مدينة تريم يقع في طريق يقال له (طريق البخور)، كما أنها قاعدة حضرموت سابقا.
ويذكر باحثون آخرون أن مدينة تريم بعد الإسلام نالت شهرة دينية كبيرة، وسمعة عظيمة، وأصبحت مقرا للدعوة الإسلامية، ومركزا علميا وفكريا ودينيا يفد إليها طلبة العلم من مناطق اليمن المختلفة، ومن الدول العربية والإفريقية المجاورة.
وفي ختام الحفل دشن الشيخ عبدالله بقشان وبحضور الشيخ عبدالله باحمدان موقع مدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية على شبكة الإنترنت، وأعلن برنامج الفعاليات الثقافية لهذه المناسبة.