بمناسبة عامها العاشر نظمت مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز الخيرية مسابقته «حكايتي» المخصصة للمعاقين.. برعاية الدكتور يوسف الحزيم أمين عام المؤسسة.. حيث كلفت لجنة التحكيم المكونة من الزميل الدكتور إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية والأستاذ عادل الحوشان ناشر دار طوى والأستاذ خالد البليطيح الإعلامي المعروف.. بإشراف الأستاذة الدكتورة فوزية أبا الخيل.. ومتابعة الأستاذة منيرة الهزاني سكرتيرة لجنة التحكيم التي عملت بنظام القائمة القصيرة فالأقصر حتى اختارت عشرة فائزين هم:
الأول: أروى المســـــــيطير
الثــاني: محـمد الســـــليمان
الثــالث: بشرى الشيخ
الــرابع: مقــــرن الدلبـــحي
الخامس: البنـــدري الخــــلف
السادس: عـــزيزة الســفياني
السـابع: طـــارق الحمـــيدي
الثــامن: مبارك الدوسري
التـاسع: رعد الثمالي
العـاشر: أكرم العيد
حيث أُقيم حفل التكريم بحضور عدد من المثقفين والمبدعين من الجنسين.. وقدَّم الزميل التركي كلمة بهذه المناسبة جاء فيها:
هو الأعمى فصار في نظره البصير
ضوء عينيك أم هما نجمتان
كلهم لا يرى وأنت تراني
ارم نظارتيك كي أتملى
كيف تبكي شواطئ المرجان
ارم نظارتيك ما أنت أعمى
إنما نحن جوقة العميان
وحدك المبصر الذي كشف النفس
وأسرى في عتمة الوجدان
كذا وقف نزار من طه، وكذا يقف الزمن أمام نماذج مضيئةٍ خالوها الأضأل فكانت الأفضل، وظنوا بها ضعفاً فإذا هي الأقوى
إرادة تصنع مثالاً، ونقص يلد اكتمالاً، ورضا يمنح صبرًا وأجراً وجمالاً
هم نحن، وما منا ولا فينا إلا وهو معتمرٌ قصورًا في مظهره أو مخبره ؛ فكذا نقرأ الأمس ونستقرئ اليوم؛ ليهون نقص الخارج أمام خلل الداخل؛ وكذا تكمن الإعاقة التي لا ينفع معها شكلٌ أنيق أو وجاهةٌ متصدرة، وكذا تلتئم الأكف بالدعاء والثناء لمن يتجاوزون قيود البدن فيضيئون ما أعتم، ويحركون ما توقف، ويسعون بين الأمل والعمل لا يعرفون يأساً بل يعزفون نجاحًا وتميزًا وبأسًا.
نماذجهم الرائدة تملأ سجلات التاريخ، ومَنْ مثل الترمذي والأحنف بن قيس وأبي العلاء وابن سيرين والرافعي وستيفن هاو كنغ وهيلين كيلر وروزفلت وبيتهوفن وماركوني إلا ذوو الإرادة المقتدرون؟ والمتميزون من شباب حكايتي هم المقتفون؟!
كرمتنا المؤسسة الموقرة بتكليفنا لوضع معايير هذه المسابقة وتحكيم نتائجها، وكنا أمام تصورٍ ومنهج؛ فالهدف القريب هو البحث عن الإبداع بين شبابٍ قد تعوقهم وسائط الاتصال عن المشاركة الحضورية والمنبرية والكتابية والاحتفاء بهم وتعزيز مهاراتهم، والهدف الأبعد تقريبهم من دوائر المؤسسات الإعلامية والثقافية كي يجدوا لقاماتهم مكانًا في الضوء لا الظل؛ فربما خرج منهم من استيقظ مع الشمس وأيقظ الهمس. وثمة رسالة أخرى لهذه المسابقة وهي أن تكون نقطة بداية لا خط نهاية؛ فإن نجحت فلنا تطلعٌ نحو استمرارها بأكثر من صيغة تهتم بالشعر كما السرد وتتوجه للبحث العلمي والثقافة المعرفية بأطرٍ شاملةٍ تضيف للبناء التنموي في هذا الوطن الغالي.
وصلتنا بضع وثلاثون قصة استبعدنا منها ما لم يكتبه الشباب المعنيون بأقلامهم و ما لم يتحدث عن تجربة ذاتية تعكس معاناتهم وانتصارهم، ثم عملنا بنظام القائمة القصيرة التي اختزلتها لعدد قليل فأقل حتى استقرت على ثلاثة فائزين أول وسبعة تالين لهم سيتم الإعلان عن أسمائهم وعناوين قصصهم، مع وعد صادق باهتمام خاص بمنتجات هذه المسابقة وإضافاتها المستقبلية.
لا مزيد إذن سوى أمانيّ مخلصة لأحبتنا المشاركين في هذه الدورة بالتوفيق الدائم، وبأن نرى منهم من يكرر مسيرة الكبار الذين وعوا التحديات فكانوا جديرين بأجمل حياة.
-