أرى أن المشاركة الفنية السعودية في آرت دبي على أهميتها وسِعتها خلال هذا العام تحتاج إلى مزيد من الدعم المادي والرعاية والتنسيق؛ فالملحقية الثقافية في دبي أو في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام يمكن أن تطّلع بمهمات تحقق المزيد من الحضور والتأثير على مستوى المشهد الفني في هذه المناسبة بأن تتابع وترعى وتدعم الحضور الفني السعودي خارج الآرت دبي، ومن ذلك الإعداد لعروض سعودية في قاعات معروفة ومتكاملة الإمكانات، تتكفل الملحقية بدعمها ورعايتها وهو دور لمسته من بعض السفراء أو الملاحق الثقافية السعودية في بلدان أخرى، كما أن هذا الدور يمكن أن تسهم في رعايته ودعمه أرامكو السعودية التي رعت قبل ذلك مناسبات ثقافية سعودية كبيرة كما في الصين أو غيرها.

في جانب آخر من المشاركة السعودية في آرت دبي كان هناك حضور خاص في إطار رسمي أو شبه ذلك. حضر الدكتور عبدالعزيز السبيل من وزارة التربية والتعليم وفؤاد الذرمان من أرامكو السعودية وكميل حوا من المحترف السعودي وغيرهم من أصحاب مجموعات فنية أو مقتنين ممن يحملون من جهاتهم ما يشير إلى اهتمام ما لم يكن على درجة كبيرة من الوضوح، إلا أنه اهتمام أو حضور نستبشر به.

كان حضور قاعة أثر وللعام الثالث على التوالي يدعونا لأهمية توسيع دائرة اهتماماتها خارج المناسبة. السيد حمزة صيرفي قال لي إن اهتماماته ستتسع لتشمل إسهامات أكبر في الحركة التشكيلية في المملكة بالمعارض المنتقاة وطباعة الألبومات المصورة لأعمال بعض الفنانين وغيرها، وفي هذا دور المؤسسة الفنية الحقيقي، كما أرجو أن تمثل قاعات أو مراكز فنية أو ثقافية سعودية أخرى حضوراً في دورات آرت دبي القادمة فهناك على سبيل المثال قاعة حوار في الرياض وهي من القاعات الهامة التي اعتقد أنها ترسم خطاً جديداً لحضورها، كما أنه أنشئت في الرياض قاعة لام التي حضرت وشاركت في مناسبة فن أبو ظبي الفائت، أرجو أن تتنوع المشاركة بين المناسبة الكبرى (آرت دبي) وما يحفها من نشاطات خارجية كما في القاعات المتفرقة في الإمارة أو في مركز دبي المالي على الخصوص، وهذا الدعم أو الرعاية علمت ببعضها خلال رعاية بعض الأسماء المالية المعروفة لمعارض ومناسبات تهتم بالفنون الإسلامية، بجانب دخول البعض مزادات عالمية واقتناء لوحات سعودية وأجنبية وهذا في الواقع يدعونا للتفاؤل بهؤلاء الأسماء ومن بينهم محمد جميل فدعمهم للفن وللفنانين التشكيليين السعوديين منتظراًَ كما وتعرفهم عليه على نطاق أوسع مأمولاً.

أعقب آرت دبي إقامة مزاد كريستيز الذي كان هذا العام مختلفاً بوجود مشاركة سعودية كانت لافتة بل وعبرت عن منعطف في سوق الحركة التشكيلية السعودية بأن وصل عمل الفنان عبدالناصر غارم سعراً قياسياً وهنا أؤكد على هذا الإنجاز الذي حققه فنان شاب لديه الإمكانية التي أهلته لهذا المركز ولا أشك أن الحركة التشكيلية في المملكة قادرة على تحقيق المزيد من الإنجازات إذا ما وجدت المناخ الملائم لتحركها على نطاق أوسع، فالمزادات مثل كريستيز كان للتشكيل السعودي فيها حضوراً أعتقد أن من يدعمه أصحاب رؤوس الأموال السعودية كما يحدث أيضاً مع غيرهم وفي مثل تلك المناسبات أو غيرها وبعيداً عن القيمة المادية وما يواكبها من مبالغات أو ما تثيره من أسئلة في بعض المزادات الكبيرة إلا أننا بالمقابل أمام حقيقة بدت ظاهرة للجميع والعمل الذي قدمه عبدالناصر يحمل اختلافه وفق اعتبارات الخامة والفكرة وبالتالي كانت النتيجة التي أسعدتنا.

-