أتعبني الهمّ
وشاغلني الوهمُ الجارفُ في عالمنا الإسمنتيِّ
حروب الفتنةِ والردّةِ
أحقادُ الماضي والحاضرِ
أسرابُ سوادٍ تنقرُ أفئدةَ البسطاءِ
النسوةُ جرّدن من الحنّاءِ
الأحرف والنيّات السوداء
العالمُ يوشك أن يتلاشى
الأطفال يجيدون القنص
الطفلةُ تحمل رشّاشاً
ما هذا الرعب الوحشيّ
لماذا؟!
من يسأل ما هذا؟!
الناسُ استمرأت القتلَ
وأتقنت الغيبةَ والسحلَ
الجنةُ بين يديها
تبحثُ عن نارٍ في الحربِ
ونعيمٍ وهميّ زائلْ.
من يوقف هذا النزف
وهذا العزف عن الحقّ الماثلْ.
جئتكِ يا قلبي
فوجدتكِ نهر حنينٍ للصبِّ العطِشِ
وللمكسورِ شموخ نخيلٍ وقبائلْ
قبلتُ يديكِ
وأسمعتك شعراً خطّتهُ دماي
وغنّتْهُ صبايا وبلابلْ.
كنتِ كما أحببتكِ
أبسطَ من ماء الكلمات الأولى
يعقلها العالم والجاهلْ
أعمق من جودِ اللغة
وإنعام الظلِّ على الصحراءِ
من البحرِ اللجّيِّ
وكنتِ الموعدَ، والوقتُ سليماً
في الزمنِ المائلْ.
كنتِ البيتَ الطينيِّ
وكنتِ البابَ الخشبيِّ
وكنتِ الطائفَ
كنتِ الدارَ، وأهل الحيّْ.
كنتِ جمال التاريخِ مقيماً يا طيّْ.
عانقتكِ فانفرط العقدُ
اللؤلؤ منثوراً كان ينير خطاك
ويشعلُ أقدامي
يا للرقصِ على النغمِ العالي
ثم انتظم الوعدُ بأصحابِ كالدرِّ
فقلتُ لنفسي ها عادت
كالموجةِ إذ تنأى أيامي
يا بحر الروح المتعالي
عدنا بالحبِّ، وبالشعرِ،
وبالذاكرةِ المغمورةِ بالطيبةِ من حائلْ.
وحَّدَنا اللهُ فقلنا
ما أجملَ أنْ ينتصرَ الحبُّ المقتولُ على الكرهِ القاتلْ.
- الرياض
mjharbi@hotmail.com