تأليف: رشدي راشد
الناشر: بيروت- مركز دراسات الوحدة العربية
الصفحات: 469 صفحة من القطع العادي
***
يؤكد كتاب» دراسات في تاريخ العلوم العربية وفلسفتها»، الذي ياتي ضمن سلسلة تاريخ العلوم عند العرب الصادرة عن المركز ، لمؤلفه الباحث والمؤرخ رشدي راشد؛ أن دراسة هذا التراث لا تهدف إلى الرجوع إلى الماضي للتغني والتفاخر به، فهي ككل دراسة تاريخية لا تستحق العناء إن لم تقودنا إلى التفكير في الحاضر وإقامته على أسس صلبة. فالغرض من هذه الدراسات هو المعرفة الموضوعية الدقيقة بذاكرة الأمة. فلا وجود لأمة فاقدة الذاكرة جاهلة بتكوينها. هذا ما يعلمنا التاريخ، كما يعلمنا أيضاً أن لا يمكن لتجديد أو بعث أن يقوم بدون هذه المعرفة. والعلوم الرياضية وغيرها من العلوم الطبيعية والإنسانية، وباختصار كل الممارسات العقلانية هي من أهم مكونات الذاكرة. ولن أبالغ إن قلت إن الأمة العربية - بل الأمة الإسلامية - هي في أمس الحاجة اليوم - وغداً - إلى المعرفة الموضوعية النقدية بهذه الذاكرة، خاصة لما أصاب هذه الأمة من وهن وتشتت.
و يشدد على قضية تجديد كتابة تاريخ العلم العربي، الذي يقود إلى تجديد تاريخ العلوم نفسه، وهذا هو الثمن الذي علينا دفعه، كما يقول المؤلف، حتى يمكننا أن نساهم في تقدم تاريخ العلوم جملة، وحتى يحقق تاريخ العلم العربي، على الأقل، المهام الثلاث: فتح الطريق أمام فهم حقيقي لتاريخ العلم الكلاسيكي بين القرن السابع عشر والقرن التاسع عشر؛ تجديد تاريخ العلوم عامة، بإعادة رسم الصورة التي شوهتها النظرات العقائدية؛ ومعرفة الثقافة الإسلامية حق المعرفة بإعادة ما كان من أبعادها، وهو البعد العقلي العلمي.
كما يؤكد على ضرورة أن نمتلك العلوم العربية، ووجوب تأسيس تقاليد وطنية في البحث العلمي، وأن ذلك التملك لا بد أن يمر بعدة خطوات، وأهمها: إنشاء مؤسسات البحث العلمي، تعريب التعليم العالي، إحداث المكتبات العربية، الاهتمام بتاريخ العلوم.