انتهى معرض الكتاب الذي شهد تزايداً في أعداد زواره عاماً تلو عام، تختلف رغبات الاقتناء من شخص لآخر فأحدنا تنقصه المراجع العلمية وآخر تستهويه الروايات أو كتب فنون الحياة كالطبخ والأتكيت أو كتب التربية وبناء الذات وتحليل الشخصيات وغيرها، جميعها تقوم على أساس النص المقروء وجودة الصور التوضيحية، لكن حين نلتفت بالنظر إلى كتب الأطفال كالقصص تحديداً؛ نلاحظ أهمية النص والرسم والصورة جنباً إلى جنب بل قد تكون بعض القصص مصورة فقط بلا أي لغة نصية على صفحاتها، أثناء تجولي في جناح الطفل لاحظت قدر الجمال والروعة في عالم المعرفة للأطفال وآمنت بالدور الذي يلعبه الفنان سواء رساماً أو مخرجاً فنياً لتلك الكتب، كثيرة هي الكتب التي تصدر لمؤلفين ومؤلفات من السعودية، ولكن الطباعة تكون في الخارج والعذر عدم توفر رسامين أو مؤسسات على قدر من الاحترافية بهذا المجال، كما تذكرت حينها التجارب الناجحة لوزارة الثقافة والإعلام في طباعتها ونشرها لبعض القصص المحلية للأطفال؛ تحمل رسوماً أنجزت على أيدي فنية سعودية، كذلك تجارب مكتبة الطفل التابعة لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة؛ التي يتم إصدارها بعد دراسة وتدقيق لتخرج لنا أجمل كتب وقصص تحويها مكتبة الطفل السعودي؛ سواء من حيث النص أو الرسم والإخراج، ثم انتهت بي الجولة الذهنية إلى مدى استثمار المواهب المحلية للقيام بمثل هذا الإنتاج الأدبي والفني معاً، وهل هناك من جهاتنا الأكاديمية من يؤمن بضرورة تدريس وتأهيل كوادر تعتنق المجال كمهنة تحترفها وتبدع من خلالها، وماذا عن الكتب الدراسية لمناهج التعليم العام التي رغم تطورها بشكل ملحوظ إلا أنها لاتزال تحتاج للمزيد من الاهتمام؛ خاصة من حيث اختيار الصور والرسوم الجذابة والحديثة التي تناسب تفكير الأجيال الحالية وتقنعهم.
Hanan.hazza@yahoo.com