الثقافية - فيصل العواضي
أبدى مثقفون وأكاديميون عرب إعجابهم وتقديرهم الشديدين للحراك الثقافي الذي تعيشه المملكة في هذه المرحلة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وعلى أثر النجاح الكبير الذي حققه معرض الرياض الدولي للكتاب وتجاوزه لبقية المعارض المقامة في المنطقة اقترح هؤلاء الأكاديميون والمثقفون العرب إطلاق لقب عاصمة الكتاب العربي على مدينة الرياض.
في البداية تحدث الصحفي والشاعر المصري عبد الله السمطي فقال إن الأحداث والمناشط الثقافية التي شهدتها المملكة بصفة عامة والرياض بصفة خاصة تؤسس لنموذج من الحوار الثقافي بين كافة أطياف المجتمع من جهة والمثقفون من أبناء المملكة ومن العرب من جهة أخرى وهو أمر نفتقر إليه لتأصيل ثقافة الحوار في مجتمعاتنا العربية وإعادة الاعتبار لدور الثقافة والمثقفين من جهة أخرى وعلى اعتبار أن معرض الرياض الدولي للكتاب كان هو الأبرز واستطاع أن يختطف الأضواء من بقية المعارض فاقترح أن نطلق اسم الرياض عاصمة الكتاب العربي لتكون هذه الرمزية تقديراً لدورها كعاصمة للمملكة في احتضان كثير من الفعاليات ولكونها الأكثر تميزاً وحضوراً. الدكتور عبد الواسع بن سعيد المخلافي أكاديمي يمني أكّد على نفس المقترح قائلاً: إن معرض الكتاب الذي أسدل الستار على فعالياته منتصف مارس الماضي يعد بمثابة خاتمة سلسلة من الفعاليات مثل مهرجان الجنادرية وملتقى المثقفين كما أنه يعزّز من النشاط الثقافي لعام 2012 ولا يقتصر الأمر على حجم مبيعات المعرض وزواره فقط ولكن المسألة تتعدى ذلك إلى حجم الإصدارات السعودية خلال العام الواحد ومن هنا وعلى اعتبار الكتاب هو الرمز الثقافي الأبرز فإن إطلاق اسم عاصمة الكتاب العربي أو مدينة الكتاب العربي على الرياض هو من باب لفت الأنظار إلى ما يجري من حراك ثقافي يجب الاقتداء به وتمثّله عربياً.
أما الدكتور أحمد عكاشة خليل باحث وأكاديمي سوداني فقد تحدث قائلاً: عندما قال وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجه في إحدى المناسبات الثقافية إن المملكة تعيش بانوراما ثقافية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يكون قد أعطى الوصف الصحيح والدقيق؛ فالأمر لا يقف عند حدود الفعاليات الرسمية وما أكثرها لكن هناك حراك مجتمعي تمثّله المنتديات والصالونات الأدبية على مدار أيام العام وعلى اتساع رقعة المملكة وستثمر هذه الصالونات وهذا الحراك وعياً ثقافياً متقدماً وهو الطريق إلى استيعاب معطيات الحياة العصرية، ولو رصدنا تطور هذا الوعي من خلال زوار معرض الرياض الدولي للكتاب من عام إلى آخر لأدركنا ذلك بكل وضوح فلو لم يكن هناك وعي ثقافي لما كان ذلك الإقبال منقطع النظير على معرض الكتاب ومن هنا فإن إطلاق اسم مدينة الكتاب العربي على الرياض أقل ما نصف به هذه المدينة النابضة بالوعي والماضية في طريق الحوار بكل ثبات.