شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور
غرَّستُ جهديَ فيكِ قبل عشرين
وما أُسقِّيك إلا من شراييني
ولستُ أرعاكِ إلا بالضياء وما
جمَّلتُ حسنك إلا من دواويني
إنّي وهبتك لكنْ كلَّ غالية
من نشوتي وأعزَّ الوقتِ من سيني
ما كنت أسأل عنك الناس بل رئتي
ونبض قبلي إذا نزَّتْ مضاميني
وما استقرَّتْ - وما أخفيتُ - زئبقتي
إلا عليكِ وجمرٌ منك يكويني
إن يسألوا عنك تنبئهم على عجلٍ
قصائدي بهوىً كوَّنتِ في كوني
وإن أعابوك تغضبْ كلُّ نابضةٍ
منِّي وصعبي يُرَى فوراً عن اللين
تجذُّري فيكِ يُقصي كلَّ مغريةٍ
مهما تكنْ لم تُبنْ ما شاءه ديني
كلُّ السِّلال التي أرسلتِ فارغةًً
قناعتي ملأَتْها واكتفتْ عيني
وكلما أبعدوني عنك يجذبني
شيءُ إليك فأنفي موجب البين
أكرم بمرضعةٍ ما خالطت لبناً
فكان أصلا لإقصائي وتمكيني
فليس كلُّ نفوس الناس ساميةٌ
كم شامخٍ معدناً طبعاً وكم دون!
تعاف نفسيَ ما يُخزي أصالتها
وتعشق الصفوً ملء الكأس تسقيني
صببتُ عمري طفلا شامخاً رجلاً
ولم أزلْ فيك لم أبخل بمكنوني
إذا طفولةُ من يهوى مبرعمةً
جنىً فقد أثمرتْ من قبل ستين
واليوم كلُّ حقولي فيك يانعةً
وللعطاء مزايا في مياديني
فإن تباعدتُ ما أغلاك في خلدي
وإن أقمتُ فما أحلاك في نوني
لم تسكبي القهرَ عمداً منهكاً رئتي
لكن سقاني الذي يمشي على المين
وما كويت بنار الغدر خاصرتي
بل من يعيشون في الدنيا بوجهين
من يقطفون الجنى سهلا عليك وهمْ
من يغمسون سموم الحقد في التين
جنوا من الدَّجل أرقاماً وما شبعوا
من نهْبِ حقِّ اليتامى والمساكين
رأوا الغباء بلا حدٍّ فما تعبوا
قطعاً ولا صاح من حدِّ السكاكين
يا هذه كلُّ شيءٍ فيك يرهقني
وكلُّ شيءِ- حماك الله – يغريني
كم بتُّ أرعاك في قلبي وفي بصري
وفي دمائي وأفكاري لترعيني
فبلسمي - يا رعاك - ما جرحتْ
أيدٍ بأيدٍ عسى بالحبِّ تشفيني
Dammas3@hotmail.com