في مدينة كالرياض لا يكاد يمر يوم دون أن تتقلد ميادينها وأنفاقها وأسوارها العشرات من الإعلانات عن الكثير من الفعاليات والمؤتمرات والندوات وغيرها سواء المحلية والدولية؛ مما يعكس الحركة الثقافية والاجتماعية النشطة ولله الحمد، وبذلك فإن الميادين في هذه المدينة بدأت تستعد فعلياً لمسايرة ذلك، لذا تم تجميل عدد كبير من الميادين في الرياض بمجسمات مختلفة؛ البعض منها للأمانة متكامل المعايير الفنية، على الرغم من عدم انسجام البعض ضمن البيئة والمساحة المحيطة به، ولكن البعض الآخر وللأسف يثير في نفسي انطباعاً سيئاً باعتباره عملاً فنياً وليس مجرد ملء فراغ؛ البعض منها كأسنة الرماح مغروسة في الأرض والبعض عبارة عن مجموعة كبيرة من الأحجار مشطوفة ومتراصة ومنصوبة عشوائياً دون أي دراسة لأسس فنية معينة، والمجموعة الأخرى عبارة عن “براميل” مشكلة على هيئة نبتة الصبار باللونين الأحمر والأخضر أيضاً ليست على قدر من القيمة الجمالية، ومع تزايد الاهتمام الملحوظ بالفن التشكيلي في المملكة فإننا نتطلع للاهتمام أيضاً بشكل أكبر بمثل هذه الواجهة الجمالية لدينا، وذلك باختيار المجسمات الجمالية المرتبطة بالهوية المحلية وتمثلنا بأجمل صورة، هذه يمكن من خلال تفعيل دور الفنان التشكيلي ودور الجهات الأكاديمية المختصة سواء حكومية أو خاصة في تقديم التصاميم كما بالإمكان طرحها كمسابقات فنية كما هو الحال في تصميم الشعارات؛ التي يتم الإعلان عنها بين فترة وأخرى؛ ليتسنى للفنان أن يكون له دوره الفاعل في وضع لمساته الفنية على مساحة الوطن لتكون صورة ثقافية يعتد بها ونفخر بها كمنجز فني، كلي أمل أن تُعطى مثل هذه النواحي الجمالية البصرية المزيد من الاهتمام والرعاية والوقت الكافي من التخطيط والتنفيذ لكي تسر عين الزائرين لقلب الوطن النابض بالعلم والفن معاً.
Hanan.hazza@yahoo.com