الأمير الشاعر خالد الفيصل أحد القمم الأدبية الشعرية الشامخة التي تستحق تكريمها بوسام الوطن الغالي، والعالي.
ميلادُ فكرٍ تُرى أم ضوءُ أمجادِ؟
فلتفخري أمتي وليْرتَوِ الصادي
الخالدُ الفكر يحيا في ضمائرنا
النَّابهُ الفَذُّ في عليائِه غَادِ
ماذا نسمِّيه رمزُ العُربِ وحَّدنا
حول المنى فهو نجمُ الأُمَّة الحَادي
يا مُسْهَدَ العينِ هذا أنتَ خالدُنا
وأنت حُلْمٌ تراءى مجدُه الهادي
مثل الرياض إذا ازدانت أزاهرُه
يهمي نفيسُ الشذى من عطرِهِ النَّادِي
وقد رأيتَ جسومَ الضادِ قد ألِمتْ
فجِئت تنقذها يا فارسَ الضَّادِ
كم يشتكي في ضياع الفكر مرتقبٌ
وكم تموت أمانٍ بين أضدادِ
أيقظتَ فكراً تناءى عن مواطِنه
تَصُونُه عن شرارِ الخَلقِ والعادي
لله درُّ أمير الفكرِ توَّجَه
أهلُ المكارم من قاصٍ ومن بادِ
آمالُهُ البِكرُ قد لاحتْ بوارقُهَا
تغري النسائمَ من أعطارِ أورادِ
يا موطنَ العُرْبِ والأيامُ جاثمةٌ
كأنما الفكرُ فيها بين أغمادِ
كم ننهل الآه كاساتٍ معتَّقةً
ويحتسي من دمَانَا غادرٌ عادِ
يا ليل طال بنا التَّسهاد أرّقَنَا
صوت القريض ينادي أين أولادي
و(أختُ صخرٍ) على العلاّتِ صابرة
تفدي بأبنائها أو قل بأكبادِ
يا عصرنا المزدرى هل ثَمَّ بارقةٌ
تُضيءُ فينا السنا ما بين روّادِ
نستلهم العلم نستعلي منائرهُ
ونستعيدُ ذُرى ماضٍ وأمجادِ
يا ساسةَ الفكرِ والأيامُ تسألُنا
كيف ارتضينا حياةَ المقْتِرِ العادي
وكلُّنا في مهب الريح تحملنا
رغائبٌ ليس فيها نَبض إنشادِ
واليوم يومضُ برقٌ في مدائننا
كأنَّهُ الغيثُ في جدبٍ وأنجادِ
(الخالدُ) الفكر فيه الرشدُ أمَّلَنَا
وليس بعدَ حكيمٍ أيُّ إرشادِ
يا بشرياتكَ يا تاريخُ تكتُبُنَا
قد أورقَ الفكر واستندَى به الشادي
تطيفُكَ اليومَ أَقيالٌ نمجِّدها
وهكذا الشِّعرُ عطرٌ بين أجوادِ
حيُّوا الكريمَ (أميرَ الفكر) في وطنٍ
كأنَّهُ فيهِ قَلبٌ بينَ أجسادِ
كل المعالي قد ازدانت مباهِجُها
مولُوُدها (خالدٌ) يا خيرَ مِيلادِ
* مكة المكرمة