صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رمز سعودي في مجالات عديدة، فهو الشاعر الفطحل، وهو الأديب صاحب القلم المطاوع، وصاحب الريشة المبدعة المعبّرة، وفي الفكر هو من الأوعية التي حوت كل عميق من الفكر الصائب والعلم النافع.
فشعره الرصين السهل الممتنع فصيحًا ونمطيًا يصنفه في قائمة من يمتلكون ناصية اللغة النافذة، والمعاني العميقة والألفاظ التي تكسو المعاني لباسًا زاهيًا من الجمال والإبداع والتصوير الفني والأخيلة البديعة والصورة المعبّرة.
وفي مجال الفكر فيكفيه فخرًا أنه صاحب الباع الطويل في إنشاء وتسيير جائزة الملك فيصل العالميّة، ودوره البارز في مجريات الأمور في مؤسسة الفكر العربي من خلال إشرافه التام على كلِّ صغيرة وكبيرة في سبيل رصد منابع الفكر العربي وتقويم مسيره، من أجل أن يتربع الفكر العربي مكانته اللائقة في أطروحات الفكر العالمي.
ومن تربع على عرش الفكر وملك ناصية اللغة وشوارد الشعر، وتطويع الريشة لمبتغياته الفنية، لا بد أن يكون ذا ثقافة واسعة المدى عميقة الجذور، تمكنه من طرح أفكاره وشعره بصورة ترضي أذواق المتلقين للشعر وأرباب الفكر، سواء من أصحاب القوافي وحروف الروى أو من أصحاب الأقلام الناقدة أو جمهور الاستمتاع بالشعر فصيحه وعاميه وبالفكر وقضاياه، فثقافة سموه تشير إلى تنوعها وعمقها وتبعثرها بين مختلف المجالات الإِنسانية، فلا مجال إنسانيًّا وفكريًّا إلا لسموه فيه نصيب وافر من الإدراك والمعرفة والإحاطة.
كل هذه الصفات الموسوعية تجعل من سموه الأقدر على تبني مشاريع فكرية وثقافية ووطنية في سبيل خدمة بلادنا الغالية ومن أبرزها (تأصيل منهج الاعتدال السعودي) و(الفكر العربي) و(سوق عكاظ) و(جائزة مكة للتميز)... وغيرها من الفعاليات التي أبلي فيها سموه بلاءً حسنًا، وصولاً بكلِّ معطياتها ومخرجاتها إلى مشروعه الأساسي، وهو الإسهام في بناء الإنسان السعودي مدفوعًا في ذلك بعمق وطنيته ومدعومًا من قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- من أجل الوصول بالوطن إلى نهضة فكرية شاملة مرتكزة على ثوابتنا العقدية وأعرافنا المتوارثة وتقاليدنا العريقة وشريعتنا السمحة.
ومن أبرز مشاريع سموه الفكرية الوطنيّة عمله الدؤوب من أجل تطوير منطقة مكة المكرمة إنسانًا ثمَّ مكانًا والوصول بهما إلى العالم الأول من خلال مشروع سموه (نحو العالم الأول) فآلاف المشاريع التَّعليمية والفكريّة والثقافيّة والعمرانيّة والصحيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة تقف شاهدة على مدى ما يتمتع به سموه الكريم من خصال الفكر المرتكز على قواعد علمية منهجية وإرث حضاري متجذر.
فكل مبادراته تعكس مدى ما حباه الله من صفات عقليّة ذهنيّة فكريّة أهلته لأنّ يكون رائدًا من رواد الفكر الرصين، ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى الوطن العربي والإقليمي والعالمي.
فباختصار نجد أن سموه الكريم ومشروعاته الفكرية قد انطبق عليه وعليها قول الشاعر:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
أسأل الله تعالى لسموه الكريم المزيد من التوفيق في طرح مشروعاته الفكرية التي تخدم الوطن بخاصة والعالم الإسلامي والعربي بعامة.
* مدير جامعة الملك عبد العزيز