عندما طرحت فكرة إعداد هذا الملف عن رجل بحجم خالد الفيصل كانت الرؤية أن الراصد لإبداعات الفيصل تتملكه الحيرة من أين يبدأ عن رجل جمع المجد من أطرافه وحقق نجاحات لا حصر لها.
وبما أننا في مجلة ثقافية فقد كان التركيز على الجانب الفكري والثقافي أما الجانب الإداري فيحتاج إلى مساحات أرحب لا يتسع المكان حتى ولو بإلماحة يسيرة عنها. ومع ذلك فإن من يقرأ طيات هذا الملف يجد أن المتحدثين عن الجانب الفكري لسموه لا يستطيعون إغفال الجانب الإداري المضيء لسموه وشاهد التنمية بين عسير ومكة المكرمة. ولو بلمحة موجزة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل شهرة الفيصل إداريا أكثر من كونه مثقفا ومفكرا ومبدعا؟ باعتقادي أنها حلقة متصلة فالثقافة والفكر طريق التنمية والإدارة الناجحة، وبالتالي فإن من يلمس نجاحات سموه الإدارية يعرف أنها نتاج ثقافة وفكر وإبداع.
إن أعباء إمارة منطقة بحجم مكة المكرمة وخاصة ما يتعلق بالحج والعمرة ومشاريع المسجد الحرام ومتابعة مشاريع المناطق العشوائية والسيول والبنى التحتية كلها أمور تبدو للراصد أنها كفيلة بأن تأخذ وقت سموه كله، إلا أن مساحة الإبداع لدى سموه تظل شامخة لا تزاحمها كل أعباء الإمارة. ثمة قواسم مشتركة عن سموه لم يغفلها المشاركون في هذا الملف وتتربع على قمتها مؤسسة الفكر العربي وسوق عكاظ وجائزة الملك فيصل العالمية وقرية المفتاحة التشكيلية وجائزة مكة للتميز وكتابة الشعر وجوانب أخرى مضيئة لسموه.
أملنا أن يظهر الملف مضيئا كوجه صاحبه.
* محرر الجزيرة الثقافي بجدة ومعد الملف