الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز رجل فذ على أكثر من صعيد، لكن الجانب الثقافي والإبداعي يظل الأكثر حضوراً في ذاكرة النخبة المستوعبة للتفوق والقادرة على تقويم إبداعات الأمير خالد الفيصل الذي يذكر الناس الكثير من خصاله المتميزة التي نسجت شخصيته الفذة فنال الإعجاب والتقدير على مستوى الوطن العربي والعالم أيضاً..
فإذا أخذنا جائزة الملك فيصل العالمية في بضعة فروع حيوية نجد أنها اكتسبت احترام وإعجاب العالم بأفراده وهيئاته وحتى دوله، إذ إن من بين مفكري العالم من يصنفها في الدرجة الأولى على مستوى العالم بالنظر إلى حياديتها ونزاهتها، وما إن يفكر فيها أحد إلا ويقفز إلى ذهنه اسم خالد الفيصل الذي أكسبها التفوق والديمومة.
وعندما نتأمل أهداف ومرامي «مؤسسة الفكر العربي» التي رأت النور على يديّ الأمير المثقف والمفكر نجد أنها قد اختطت نهجاً متفرداً من حيث الإحكام بتحقيق تلك الأهداف والمرامي، وهي ثمرة ناضجة لجهاد رجل يستلهم ويستشعر الدور الملقى على عاتق الأمة العربية، إذ نهض بما لم تستطع النهوض به الجامعات والجمعيات والاتحادات والمنظمات المختلفة..
ومما يميز الأمير خالد الفيصل تلك التلميحات التي يتضمنها إيجازه وإعجازه بالتحدث لوسائل الإعلام وبصورة مذهلة، ولا أزال أذكر إرباكه لمذيع عربي عندما كان يجري معه مقابلة تلفزيونية، كان ذلك في أعقاب تسلمه لمنصبه الرفيع أميراً لمنطقة مكة المكرمة، حيث سأله المذيع عن آخر قصيدة يدندن عليها في ذلك الوقت، فما زاد عن قوله الموجز البليغ: قصيدتي القادمة مكة، ولما لم يستوعب المذيع الإجابة قام بإعادة السؤال ليأتي الجواب ذاته، وعندها أيقن أنه يحاور إنساناً غير عادي..
وهاهو سوق عكاظ التاريخي يحظى بجهد غير مسبوق من لدن الأمير المثقف والمفكر، حتى أصبح مهرجاناً سنوياً يفوق بكثير نسخته التاريخية بعشرات المرات، وهذا ما لمسته عندما كنت أدعى إليه، وفي ذلك خدمة جليلة للثقافة العربية لا ينهض بها إلا خالد الفيصل الذي ينطبق عليه قول الشاعر العربي:
غضبة من رجل في أمة
حولته أمة في رجل
إنني لا أجانب الحقيقة عندما أقول إن من يرصد إبداعات ونشاطات ومنجزات خالد الفيصل سوف تتملكه الحيرة في كيفية البدء، لأن الفيصل حاز المجد من أطرافه، ولا يملك عارفوه ومتابعو طموحاته إلا أن يصنفوه كأحد عظماء التاريخ الحديث.
* رئيس نادي الباحة السابق