كثير من الكتاب والنقاد والأكاديميين كتبوا عن الأمير والشاعر والفنان خالد الفيصل الذي أبهر العين بأعماله، وأذهل ذوي الألباب بأشعاره، فهو غني عن كل تعريف لا من حيث القدرة الإدارية او الرؤية الفكرية أوالأفق الفني.
ولكن سوف أتوقف عند أيقونة او ملكة ذهنية يمتلكها المبدع خالد الفيصل ولا يمتلكها غيره الا وهي الصور الشاعرية التشكيلية المتخيلة لديه؛ حيث الارتجالية وعبثية الرموز في القصيدة؛ فمن المعروف والمألوف أن الشاعر يبدع القصيدة التي تحاكي تجربته وشعوره، ويكون هناك شيء محرك لمشاعره أو (الملهم له)- إن جاز التعبير - فتتحرك فوضوية التخيل لديه باستحداث العديد من الصور، ويكون الخيال أشبه باللمسة السحرية على القصيدة.
حين نستبق القصيدة قبل كتابتها لدى الفيصل نجدها في كثير من الأحيان عبارة عن صور من الذاكرة أو خيالية تأملية أو رموز لوحة سريالية تحاكي قريحته، فنجده يراوح بنا بين الشعور الفني الصادق بصورة وما يسمى وجدانية شعور التجربة، فنمطية الإبداع لدى خالد الفيصل مزيج من موازين القافية وجمالية الصورة ورموز لوحة.
فعلاقة الشعراء باللوحة أقرب من علاقة الأدباء والروائيين بها، فالشعراء هم أكثر قرباً وتلقائية في إخراج اللوحة المتكاملة بين أبيات قصائدهم وأشعارهم؛ نظرًا لاختزال الصورة أو اللوحة في بيت من الشعر، مما أعطاه جمالية فائقة في تنفيذ الإخراج للمنجز الجمالي، ويتجاوز بخيالاته حدود الواقعية في كثير من الأحيان.
فليس كل فنان شاعر وليس كل شاعر فنان حين نصف الإنسان بالندرة نوقن انه شطحة غير مألوفة بعالم الواقع فهذه الملكة او الامتزاج المتجانس بين اللوحة والشعر جديرة أن تكون بمثابة محور لبحث علمي لذوي الاختصاص فتصبح أنموذج وعلم ينتفع به ليستقي منه الأجيال.
* فنان تشكيلي