سوق عكاظ:
منذ أن تسنم سمو الأمير خالد الفيصل إمارة منطقة مكة المكرمة وجد نفسه في منطقة خصبة الثقافة ويأتي سوق عكاظ أحد أهم الجوانب الثقافية التاريخية للمنطقة فأعاد له سموه الوهج الذي عاشه عبر التاريخ حتى أصبح اليوم يشكل معلماً سياحياً فريداً في المملكة العربية السعودية، ورافداً مهماً من روافد السياحة، إذ يقوم السوق اليوم في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي، ويقصده اليوم الكثير من السائحين لمشاهدة السوق كمعلم تاريخي ضارب في جذور الماضي، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ، وبريق الحاضر، ويجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في مكان المهرجان، مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية.
وتأتي أهمية سوق عكاظ اليوم في كونه ملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، مستمتعين بالقيمة المعرفية والثقافية التي يقدمها السوق من خلال ندوات السوق ومحاضراته وفعالياته، كما يعيد سوق عكاظ إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم في كل مهرجان احتفالاً واحتفاءً بأحد شعراء المعلقات لتؤكد اتصال التراث بالحاضر.
كل ذلك ما كان له أن يكون لولا توفيق الله ثم الوقفة التاريخية من الأمير خالد الفيصل تجاه هذا المعلم التاريخي
مؤسسة
الفكر العربي:
حين دعا صاحب السموّ الملكي الأمير الملكي خالد الفيصل في خطاب ألقاه في 29 أيار/مايو من العام 2000 إلى مبادرة تضامنية بين الفكر والمال تتبنّاها مؤسّسة أهلية عربية تستهدف الإسهام في النهضة والتضامن العربيّين. كانت مؤسسة الفكر العربي هي الحلم لهذه المبادرة
لقد جسّدت فكرة إنشاء مؤسسة الفكر العربي مشروعاً حاملاً لآمال ضخمة، تحرّكه قراءة موضوعيّة لأحوال الواقع العربي والإخلاص للأمة والأرض والتاريخ والتراث العربي، ولا سيما في ظلّ تحديات النظام العالمي الجديد. إذ رأى الأمير خالد الفيصل أن الأمة العربيّة تواجه مأزق الشتات في عصر الت جمعات والتكتلات، وأنها تكابد ضعف البنية والبنيان وسط عالم ينشد القوة جاهداً بالعلم والعمل. فيما تقف أقلية منّا على حدّ التغني بأمجاد الماضي، وأقلية أخرى يبلغ بها الإحباط حدّ التنكّر لهويتها وتتعشُّق حضارة الغير، أما الأغلبية الكاسحة على امتداد الوطن العربي فكم عاشت مع الإرهاصات التي تومض هنا وهناك على أمل أن يعقب البرق غيث دون جدوى. ..فطالما أفقنا من الأحلام الورديّة على كوابيس الخلاف بين الرؤى الإقليمية المتصارعة، والانسياق وراء الدسائس التي تكيد للأمة وتمزق لحمتها.
وانطلاقاً من هذه القناعة، كان لا بدّ من قيام مؤسّسة عربية أهلية، ليس لها ارتباط بالأنظمة أو بالتوجهات الحزبية والطائفية، تتولّى رعاية هذا الفكر ودعمه وتوظيفه لصالح الأمة العربيّة، وذلك بدعم من رجال المال من أصحاب الحسّ القومي والمؤمنين بالمسؤولية الثقافية لرأس المال.
ومع بروز الدور المتعاظم لمؤسّسات المجتمع الأهلي في الألفية الثانية، وتكامل أدوارها مع أدوار الدولة والقطاع الخاص، في سائر مجالات العمل التنموي، ومن ضمنها العمل الثقافي، لتواصل حلم مؤسّسها بأن تبدأ الوحدة التي تنشدها الأمة العربية بوحدة الفكر والثقافة الفاعلة لكلّ الأنشطة الإنسانية.
والآن وقد مضى على تأسيسها أكثر من عشر سنوات نجدها مسيرة حافلة بالعمل والمبادرات في قضايا التنمية والفكر والثقافة في العالم العربي.
جائزة الملك فيصل العالمية
أعلن الأمير خالد الفيصل مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية في عام 1397 هـ، 1977م أن مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل، تُمنح في ثلاثة مجالات هي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والآداب والدراسات اللغوية. وقد منحت الجائزة أول مرة عام 1399 هـ، 1979م، ثم أضيفت إليها جائزتان بعد ذلك في مجال الطب عام 1402 هـ، 1981م، ومنحت في العام التالي، وفى مجال العلوم عام 1403 هـ, 1982م، ومنحت في عام 1404 هـ/ 1984م.
وتهدف الجائزة إلى العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية.وتحقيق النفع العام للمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة للمشاركة فيها.وتأصيل المُثُل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم.والإسهام في تَقَدُّم البشرية وإثراء الفكر الإنساني.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الجائزة العربية السعودية تعد بعدًا حضاريًا يفخر به كل عربي ومسلم. وقد حققت الجائزة أهدافها لاجتهاد القائمين عليها في تطبيق نظامها القائم على الحياد، وتنفيذهم لإجراءات الترشيح بدقة وإحكام. ويقام كل عام حفل كبير يتم فيه منح الجائزة إلى مستحقيها الذين يعلن فوزهم قبل ذلك بأشهر. وقد حاز عدد من الفائزين بهذه الجائزة بعد فوزهم بها على جائزة نوبل مما يعكس مكانة الجائزة وحيادها
قرية المفتاحة
بدأت قرية المفتاحة بفكر ة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وذلك في بداية عام 1408هـ حيث كانت القرية مهجورة ثم حل محلها مركز جذب سياحي داخل المدينة يحمل الطراز المعماري القديم، ويهتم بالحركة التشكيلية والفوتوغرافية ويحضن بعض المهن والحرف والمشغولات اليدوية المحلية .فبرزت للوجود قرية قديمة حديثة في مبانيها ومعانيها وفي عام 1410ه أصبح الحلم حقيقة وافتتحت قرية المفتاحة وسط احتفال شعبي وثقافي كبير حضره المولعون بالثقافة والأدب والفنون في عرس ثقافي. وتعد من أجمل القرى السياحية في المملكة وقد أصبحت مركزا ثقافيا يجمع كل المبدعين حيث بها مراسم الفن التشكيلي ويوجد بها مسرح من أكبر المسارح العربية.