الثقافية - عبدالله السمطي
هل تصلح مقدمة وخاتمة رسالة ماجستير عن المسرح كمقدمة لمختارات من المسرح السعودي؟ وهل يصلح فصل من بحث للدكتوراه مقدمة لمختارات قصصية؟ بل هل تصلح مقدمة انطباعية عامة لتقديم مختارات من الشعر السعودي تقع في ألف صفحة تقريبا لـ 109 شاعر وشاعرة؟
هذا ما نراه في أعاجيب المختارات التي صدرت عن وزارة الثقافة والإعلام بعنوان:» مختارات من الأدب السعودي - أنطولوجيا الأدب السعودي» التي أشرف عليها الشاعر أحمد قران الزهراني، وتشكلت لجنتها العلمية من عدد من الأدباء والأديبات.
لقد تحدث مجموعة من الأدباء منتقدين الموسوعة بعد صدورها وتوزيعها في شهر صفر من العام 1433هـ في مؤتمر المثقفين السعوديين الثاني، منهم الدكتور عبدالله المعيقل، والكاتب عبدالعزيز الصقعبي، والكاتب محمد العرفج. ولكن لم يشيروا إلى أن بعض مقدمات هذه المختارات لم تكتب خصيصا للموسوعة.
فالمقدمة التي كتبتها الدكتورة كوثر القاضي - على ما بها من أخطاء منهجية - هي مجرد صفحات مقتطعة من بحثها للدكتوراه المعنون ب:» شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة « وهو ما صدر في كتاب بعد ذلك بالعنوان نفسه عن وزارة الثقافة والإعلام في العام 1430ه.
وهذا في يقيني يشكل خطأ منهجيا فادحا لا يمكن قبوله في أنطولوجيا تقدم الأدب السعودي للقارئ العام محليا وخارجيا. ومع أن هناك نقادا أكثر قربا من تحولات القصة القصيرة بالسعودية، فإن اختيار القاضي جعل المقدمة المستنسخة من بحثها للدكتوراه مقدمة لا تعبر عما تحويه المختارات من قصص، وصنع فاصلا حادا بين ما جاء في بحثها الجامعي الذي اهتمت فيه بعدد من الأسماء، وبين النماذج المختارة، كما أنها أغفلت أسماء مهمة كتبت القصة القصيرة مثل عبدالله باخشوين وعبدالله السالمي ومحمد علي علوان وفهد الخليوي وصالح الأشقر وجارالله الحميد ومحمد الشقحاء وخيرية السقاف والصقعبي والدويحي.
المفاجأة الأخرى تتمثل في استعارة الأستاذة حليمة مظفر صفحات من كتابها: «المسرح السعودي بين البناء والتوجس» الصادر عن النادي الأدبي الثقافي بالطائف، (بالتعاون مع دار شرقيات بالقاهرة) الطبعة الأولى 2009م وهو بالأصل رسالتها للماجستير، حيث نقلت فقرات كاملة من فصل معنون ب:» تأريخ النص الدرامي السعودي من 73- 83 (ومن خاتمة الكتاب نقلت من الصفحات 221-226 وجعلتهما مقدمة للمختارات، في الصفحات 2055-2066 وقامت بتغيير بعض المفردات والعبارات لإفهام القارئ أن هذه المقدمة مكتوبة خصيصا للمختارات، وهي لم تكتب من أجل المختارات، لأن الوقت لم يسعف أصلا لتشكيل لجنة علمية، ولا لتقديم رؤية منهجية محددة لهذه المختارات الواقعة في 2217 صفحة ومطبوعة في مجلدات فاخرة.