تطواف

للناسِ الناسُ

وللغرباء قلوبٌ تفرحُ بالأشياءْ

ككتابٍ يُقرأُ في صمتٍ

تحتَ الأضواءْ

كنوافذَ تُفتحُ في بيتٍ

يلتفُّ عليه الشارعُ من كلِّ الأنحاءْ

للناسِ الناسُ

ولي من بعض الناسِ مرايا

وصدى أصواتٍ، أجهَلُها

وقليلٌ جداً من كلماتٍ، أقبَلُها

كالذكرى تحضرُ حينَ تشاءْ

تبحثُ عن دفءٍ في بردٍ،

من دون غطاءْ!

وكأنَّ الناسَ: سواسيةٌ،

صُوَرٌ.. وقلوبٌ قاسيةٌ

والدربُ لمن يذهبُ يدنو

ويكابرُ في النأي إذا جاءْ.!

***

نحكي عن بعضٍ أحياناً

ونسيءُ الظَّنْ..

نختارُ الأردأ فنَّاناً

وندينُ الفَّنْ!

ونغامرُ في ليلٍ سَفَراً

ونسافرُ في غيمٍ مَطَراً

نكتشفُ هناكْ ..

نكتشفُ بلاداً يغمرها

بحرٌ هَجَرَتْهُ الأشرعةُ

وحتى الأسماكْ!

ونقولُ: الملحُ الماءْ

ونقولُ: الموجُ سماءْ

ونقولُ: الأغنيةُ الإيقاعُ

وما للعازف أسماءْ.

***

قلنا من قبلُ، ومازلنا:

(يمحونا اللونْ..

كما تمحو الطرقاتُ الضيقةُ

براحَ الكونْ

ترتفعُ رؤوسٌ، دونَ رقابْ

الشارعُ.. يدخلُ في الأبوابْ

الماءُ سيبتلعُ الزيتونْ.

فمن ذا يختبرُ التطوافَ،

غريباً في ممشى الأغرابِ،

وخِبْرَتُهُ: البيتُ المسكونْ)..؟

***

للناسِ الناسُ؛

وللجرحِ فمٌ..

وللقلبِ عيونْ!

ffnff69@hotmail.com