هُرُوب:
أَهرُبُ مِنْ نَفْسِي إِلى نَفْسِي..
أَتَوضَّأُ فيِ ماءِ الأحْزَان...
وأُصَلِّي!!
بعضُ صلاَتِي «شَكٌّ»
بعضُ صلاَتِي «إيْمَان»!!
يا هَذَا الأَلَمُ «الجَاثِمُ»...
كَمْ أتحيَّنُ صَفْوَ الأَيَّامْ!!
لَكِنِّي أتَوكأُ صَبْراً..
مُنْتَظِراً فَجْراً..
وأُنَادِي:
يَا صُبْحَ القُرْآن!!!
***
قَنَاعَاتْ:
مَسْجُونٌ فيِ إِثْمِي الأَصْغَر...
مَسْجُونٌ عَن إِثْمٍ أكْبَر
أَتَحَاشَى زَلزَلةَ الرِّيْحِ...
وأَخْشَى مِنْ فِرْعَونَ الأَكْبَر
لَكِنِّي أسقُطُ في «شَرْمِ الشَّيْخ»
أتلاَشَى في «تَلِّ الزَّعْتَر»
أتلَظَّى بِقَنَاعَاتِي...
فيِ الوَجهِ المكْشُوفِ..
والعَيْن ال «ما تُسْتُر».
فأُنَادِي:
يا أَنتَ المفْتُوُن بقافِيَتِي
اقْرأْنِي.. كَيْ أتحوَّلَ...
فيِ شَفَتَيكْ..
قِطْعَةَ سُكَّر!!!
***
مَتَى.. ومَتَى؟!
إِلَى عُشِّهَا...
تعُودُ العَصَافِيرُ في آخِرِ الوَقْتِ!!
وعِنْدَ المَسَاءِ...
تؤُوبُ العَنَاكِبُ في بَيْتِها!!
وعِنْدَ انْتِهَاءِ السَّفَر...
يعُوُد المُسَافِرُ للدَّارِ..
لِلأَهْلِ..
والوَطَنِ المُنْتظَر!!
وأَنْتَ الَّذِي غَابَ فيِ خِلْسَةٍ..
مَتَى ومَتَى نَسْتَرِدُّ البَصَرَ؟!
كأَنِّي بِيَعْقُوبَ إذ مَسََّه الضُّرُّ...
وَقَالْ: «اذهَبُوا فَتَحسَّسُوا»....
زَمَانٌ مَضَى.. ولَيْلٌ طَوِيلٌ..
وآفَاقُنَا مُرمِدَاتٌ
طَواهَا الكَدَر!!
***
البُحَيْرَة:
عَلى شُرفَةٍ قُربَ مَاءِ «البُحَيْرَةِ»
جَاءَ «لامارتين» مُبْتَسِماً
أيقظَت صَحْوهُ شَمْسُ الظَّهِيرَةِ..
جَاءَ مُنْتَعِلاً أُفْقَهُ..
والسَّماء!!
جَاءَ والعُشْبُ يَحْكِي لُغةَ العِشْقِ
والانْتِشَاء!!
وَشْوَشَ العُشْبُ...
مَاجَ..
وَلاَجَ..
واحتَبسَتْ في نَبْضِه...
سُورَةَ الاشْتِهَاء!!
***
المَطَارْ:
وَفيِ بُرْهةٍ- يَتَّحدُ الوقْتُ..
ولا تَعْرِفُ بَدْءَ الزَّمَانِ...
وَلا مُنْتهَاه!!
يَجِيئُون مِنْ كلِّ صَوْبٍ..
وَوِجْهَتُهُم إلى كُلِّ صَوبٍ!!
فَلاَ تُنْكرُ
لاَ تَعرِفُ..
لا تَذْكرُ إلا وِجْهَةً أنتَ تَقْصُدُهَا!!
فَيَمِّمْ إِلى «جُدَةٍ» بُوصَلَه!!
***
ضُلَعْ:
«مُكْفَهِرُّ» كَمَا لَعْنَةِ السِّيلِ عَامَ انتزاعِ الجُسُور!!
وعَامَ اختراقِ الجِبَال..
وعام احتراق العيال..
وعَامَ المسَاءِ المَطِير!!
كَانَ في ذَاكرَتي قَبْلَ هذَا المسَاءِ المُثِيرْ
هَا هُو «اليَوْمُ» مبْتَسِماً...
فيَا فَرحَ الأُمِّ..
والبِنْتِ..
والابنِ الصَّغِير!!
«ضُلَعٌ» تحفُّ بهِ الأغارِيْدُ مِنْ كُلِّ عابِرَةٍ..
ومَنْ يعبرُون!!
وتُرسِلُ فيْهِ العَصَافِيرُ بَهْجَتهَا..
والغِنَاءَ- الحَرِيْر!!
ويورِقُ في جانِبَيْهِ الزَّمهرِيْر!!
و«دَارُ حِرَاءٍ»
هِيَ الأنْسُ...
واللَّيْلُ قَصِيرْ!!