يا أنتِ .. أُشدو
من عناقيدٍ
تدلَّتْ
رنَّحتْني بالهوى
يا للهوى جهراً تعمَّقَ
في الشِّغاف لتفرزي
كلَّ الملاحةِ
رقصةًً غنَّاءَ
كم لبِّ وكم..
كم خافقٍ
من بوحِها
عزفَ الغرامَ
مُحلِّقا!
وأقول: لو لو من هنا يا ليتها
هامتْ
وذاعتْ
منطقا!
* * *
يا أنتِ
من روح الدَّلالِ
أتيتِ؟
أم من روضةٍ
جمعتْ مفاتنَها
وشاءتْ لا سواكِ
لها مقرَّاً وانتهتْ
إلاَّ عليكِ
فكنتِ أحلى
كي تُذَاعي
- زانكِ الإلهامُ يا فيحاءُ يوماً-
رونقا؟
* * *
يا أنتِ
ما أحلاكِ لكنَّ البيانَ
مع الدلالِ
تضامنا!
من ضِفَّتيكِ
أقول ما:؟!
إنِّي أرى كلَّ الدُّروب تعطَّلتْ
إلاَّ إليكِ أحسُّ ما..؟! يا للهوى الشعرىِّ
يصغي مُلهمَاً
من مقلتيكِ
رنا فما..!
حسبي أُدْندِنُ
في شراكٍ من حروفٍ
تُلهِبُ الأطيافُ
شوقي
ما ارتويتُ
محدِّقا
***
من عبقرٍ
صوتٌ غلا ؟
أمْ أرسلتْ
ولاَّدةٌ (1)
بوحاً تشكَّلَ
منكِ
لا أشهى رأتْ عينايَ منهُ؟
نهلتُ حسَّاً رائعاً
ما مثلهُ
هذا لمنْ؟
أأردتِ منهُ معاركاً
حرفيَّةًً
لنرى ابنَ زيدونٍ (2)
يذيع مُغازلاً ومُهاجماً
ونراكِ في (أضحى) (3)
غراماً فارهاً
لكنَّه أحلى
يُميِّزُ
مغرما
ونرى ابنَ عبدوسٍٍ (4)
يُزِينُ الوهْمَ
يرجو المُلتقى؟
***
(دلُّوعةٌ) خطرتْ كطيفٍ
حرَّك الوجدان؟
قلْ..
بل بعثَر المجموعَ
قلْ..
ألأنَّه نبضٌ يرقِّصُ صادقاً؟
ما كان لي عزمٌ
لصدِّ جمالهِ
ما كان لي فهْمٌ
لجذْبِ دلالهِ
ما كان لي قولٌ
لِكنْهِ
مآلهِ
لكنَّهُ لمَّا طغى بوحاً
صعدتُ
فكان دون
المُرتقى!
* * *
أرنو جوى
وأقول: ما بيني وبينكِ
عَشْرَةٌ
لا غيرُها
وأقول: لا
لا لستِ لي
والنُّور يبني للوئامِ
موانعاً
لم أستطعْ
لن تستطيعي
فالعبور غدا بها
صدَّاً منيعاً - لستُ أنكر-
شيِّقا
* * *
ألهبَ الأواهُ قلبي مُنعِشا
ما درى أنِّي أماسي العَطشَا
شاء ما عمداً تباريحي ألمْ
يخش شيئاً قلتُ: حاشى لم (يشا)؟
جاء حسَّاً آهِ ما أحلاه كمْ
نابضٍ هزَّ وسمْعٍ وشْوَِشا
آهِ كم قلتُ ولم أجنحْ بها
لدروبٍ قطُّ طبعي ما مشى
نغَّمَ الحسَّ كما نغَّمتُهُ
والهوى بينا يرى مُندهِشا
* * *
هزمَ الصُّبحُ دجىً حتَّى اختفى
من أثارَ العِشقَ أو من (حرَّشا)
نادرٌ حبُّ التَّصابي في نهى
ترْهَبُ المثوى مقرَّاً مُوحشا
داعبي عذريَّةً ثَمَّ فإنْ
بان ما يُخزيكِ لا تبقي (رِشَا)
يأنفُ الصّقرُ إذا لاحتْ له
جيفةٌ لو يُهلِكُ الجوعُ الحشى.
*****
الهامش:
1- ولادة بنت الخليفة المستكفي شاعرة عرفت بولعها بالأدب
2- هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله المخزومي عشق ولادة وذاق ما ذاقه من أجلها
3- مطلع قصيدة ابن زيدون المشهورة [ أضحى التنائي بديلا من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا]
4- هو أبو عامر أحمد بن عبدوس .. منافس ابن زيدون على الوزارة وحب ولادة .. له ولولادة وابن زيدون قصص في كتب الأدب الأندلسي.
Dammas@hotmail.com