لا بُدَّ -رغمَ الضيق- أنْ نَترَنّما
فالكونُ جاء -و لم يزلْ- مُتنغِّما
يشدو بألحان البروج تمايُلا
ويعانِقُ الآفاقَ أَنَىَّ تيمَّما
وتفيقُ أطيارُ الفضاء صَبيحةً
وتزيدُ أغصان الجنان توَسُّما
وتفوحُ أنسامُ المروجِ بِعَبْقها
وتهيجُ جنباتُ الصدور تنَعُّما
***
تتبارحُ الأيامُ بَعضَ مواسمٍ
لكنها تدنو و تظهرُ في السَّما
تتباعدُ الأرجاءُ أحيانا هنا
لكنها تعلو سَنَاً وتَسنُّما
ترقى وتمضي في السّمو بقوة
فتزيدُ شأناً في الأعالي مَعْلما
***
للمرء حقٌ في الكرامة موْئلاً
حتى يكونَ مُمَكَّناً و مُكرَّما
للكلّ صوتٌ في الأمور و حقه
رأيٌ له في الشأن قوْلاً مُفعَما
فيؤازرُ السلطانَ قدْرَ جُهوده
و يرُدّه للدرب كَيْلا يندَما
فيكونُ امرُ الناس شورَى بَينهم
و يصيرُ جَهدُ الأمرِ فيهِ مُقسَّما
و يَفيضُ جوُّ الود حُباً صادقاً
وترى جباه الناس تاجاً مُلْهَما
***
لا بُدَّ أن نفشِ السلام بعِزة
لا بُدَّ للبَسماتِ ألاّ تُلَثَّما
لا بدّ أن نحيا الحياة ببهجةٍ
لا بُدَّ أن نشدو، وأن نتبسما!