في المهرجان الرائع الذي تقيمه أرامكو للقراءة ومحبيها, وأثبتت لنا فيه أن أرامكو أيضا محبة للقراءة وصديقة للكتب.
استضافت في ليلة تاريخية لمركز الملك عبد العزيز الثقافي ألبرتو مانغويل أشهر هواة القراءة وعشاقّ الكتب في العالم.
وإن كان قد ذكر في خطابه العظيم عن القراءة والمتنسك حبا في الكتب (بأن لا يجوز أن نعتبر القراءة مصدر متعة لنا, بل هي مصدر كل المتع) وإن كنت أعتقد أنها أبعد من ذلك القراءة تعلمنا كيف نعيش ومن ثم في مرحلة ما منها تعلمنا كيف نستمتع بالحياة. وإلا كيف نجد المتعة بعالم نجهله وحياة لا نفهمها, المتعة شيء مترف جدا لكي نطلقه على فعل القراءة.
وخلال حفرياته التاريخيه في الزمن عن نشأة القراءة وفلسفته ومزاجاته القرائية, وبالرغم من أنه قارئ كوني إلا أنه أدهشنا بقراءاته الواسعة لأدبنا ومعرفته العميقة لأدب كتّابنا وشعرائنا فذكر بتأثر شديد وفي مرحلة مبكرة من عمره.. قراءته لـ (كتاب الطيور) لفريد الدين مسعود العطار الفارسي, وذكر أن من يقرأ قصائد درويش سيصبح من أصدقائه في تلميحة أننا نستطيع أن نعرف الأشخاص ومنهم أصدقاؤنا من معرفة قائمته القرائية.
لقد مخر بنا عباب التاريخ بين لجة الأبجدية وطيات صفحات الكتب وطار بنا إلى مكتبات العالم وبين أرفف المكتبات كسندباد كما شبه نفسه في وقت سابق، أثناء استعراضه لقراءاته الضخمة ومشبها نفسه بشهرزاد التي أنقذت رواية القصص حياتها, ووقف بنا على جحيم دانتي, وهو يقودنا لجنة عدن كما أسمى بوخريس المكتبة (بجنة عدن).
وعند ذكره لقصة بوخريس (وردة باراسيلوس) مستشهدا بها ومستخلصا منها فكرتها الفلسفية, لم يفقد حماسه رغم احمرار وجه. لأن التصفيق أقل مما كان يتوقع.لحركته الساحرة بالنص, ربما لأنه لم يقرأ أغلب الموجودين القصة, أو بسبب برودة القاعة, بل تحدث بإيمان متصوف عن فعل القراءة ومن يفضل صحبة الكتب بأنها (صحبة تحمل عنه بعض أرزاء الوقت وتعينه على الحياة. هذه الكلمات هي معجزة، إذ إن هذه الصحبة المصنوعة من الكلمات قادرة على توجيهنا وتقوية عقلنا وذهننا وأبداننا، وتعزيتنا من الكلمات ما يذهب الحزن).
هذا الساحر مانغويل انتهى من تلاوته خطابه العظيم عن (بهجة القراءة) قبل أن أستطيع أن أسأله سؤالا. ربما أستطيع تخمينه لكنني رغبت أن أتأكد منه ولكي أعرف بأننا حقا أصدقاء حقيقون! هل يحب القطط أيضا!