ما يتلوه البحر للقراصنة, لا يكفي لترميم هذا الخراب.
ليس هناك شهود بيننا، غير أغنية شعبية، وقصائد فاسقة.
تبدو الشمس متعبة هذا الصباح، ربما لم تنم ليلة البارحة بما يكفي.
أنا وأنت وثالثنا الشيطان. لم يبقَ لنا خيارٌ آخر.
لن أفرّط في حزني، إنه محراث الكتابة، وأول من يتحرَّش بالقصيدة.
فشلت أن أجد نفسي, حتى بين قائمة الموتى.
لأنّ الحزن يقف قبالته, كان مضطراً لأن يرث ما تبقّى من سكينته الصاخبة.
من أين يشرق كلّ هذا الضوء الجامح يا شهرزاد, حتى في عتمة الليل؟!
الشجاعة الحقيقية أن تقرأ هزائمك المتوالية بحواسك الخمس, وإلاّ فأنت على موعد مع الموت.
اللغة وحدها، تستطيع اعتقال الطبيعة في زنزانة الكلمات.
حتى الهواء غيّر نكهته! لن يخدعك أحد بعد ذلك.
اتبع إيقاع قلبك، وامش ضد التيار، ليس هناك أحد سواك.
أيتها الشمس لا تعودي إلى منزلك متأخرة ككل مساء، أنت تناضلين لأجل قضية خاسرة.
لسنا فاسقين, حين يتمادى هذا العشق كخنجر صغير يلمع في قلوبنا.
لأننا تلاميذ طيبون، نتنازل عن المستقبل لأجل ماضٍ لن يعود. نفعل ذلك وعلى وجوهنا ابتسامة ساذجة.
المرأة دائما مخلصة لمهمّتها الأزلية في إغراق الرجل.
هكذا, فجأة, أصبحنا أكثر حزناً, دون أن نقدر على فهم السبب.
الليل على وشك أن يتكسّر, قبل أن يتمّ ساعته الأخيرة.
في حضرتك.. لا تثريب على التيجان إن فقدتْ بريقها.
أيها الفجر قل لي: كيف تهزم الظلمة المتغطرسة، وتلقن العصافير هذا الغناء الغجري؟
حتى اللحظة, لا أعرف الأسماء الحسنى لحزني العظيم!!
وحدهم الشعراء, يعيدون لليل كرامته.
لم تتمكن القراءة من تحييد الألم، ها هو يتمدد بفخامة على السرير، لقد ظل مستيقظاً طوال الليل.
الحياة.. لم تعد جديرة بالحياة.
أنت مشاعبة جداً حين تكونين طبيعية!
الحزن: نشيد الأشجار الغامض, قبل السقوط أمام أقدام الحطّابين.
لن ترى شيئاً؛ هذه النوافذ مثلك تماماً، لا تطلّ سوى على الظلمات.
استطعت أن أستدلّ عليك من رائحة عطرك في هذا الواقع الافتراضي, دون بحث في قوقل.
مشمس هذا الليل.. لقد رتق المسافة بين الظلمة والنور، دون أن يقول لماذا.
أيّ ليل هذا! عندما لا يستقبل أحلامي بأقدامها الحافية؟!
ما يمكن أن تفعله القصيدة.. أن تجعل قلبك مثل قبر مفتوح.
جسدك لم يزل في البحر يتفجّر بالحكايات.. هكذا يهمس الأحفاد قبل النوم بقليل.
الحياد جسر واهٍ بين الأرض والسماء, بين الظلمة والنور, بين نعم ولا.
ينام فاسقاً ويصحو زاهداً. في الليل أبو نواس وفي النهار أبو العتاهية.
بحثاً عن اليقين, ولّيت وجهي صوب الخطيئة, ربما تكونين هناك تحملين آثار دمي.
دون مقدّمات؛ أنا من قمت بغواية الشيطان, وليس العكس.
** ** **
* فصل من كتاب يصدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون, بيروت.