ابن النجابه

تواصلاً مع قصيدة الشاعر الصديق الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الزيد «مسافر في عنفوان الصبابة» المنشورة في جريدة الرياض

«ثقافة اليوم» بتاريخ السبت 25 صفر 1435هـ وله خالص شكري.

يا صديقي تفيأ القلب دفئاً

باشر السَّمع كالعبير انسيابه

مورقَ الحرف في عيون المعاني

إنه الشهد والسلاف المذابه

مَدَّ لي بوحك المضيئُ سماءً

هِمْتُ في غيثه عشقتُ انسكابه

وضممتُ الربيع غضاً طرياً

أحرفٌ أَزهَرَتْ روَتْها الصبابه

ياصديقي تلفتَ القلبُ شوقاً

وتعالى محبة واستجابه

في محاريب حُبِّ أحلى القوافي

بصفيِّ البيان بابن النجابه

ياصديقي تبارك الشعر حباً

وَطَّنَ الأرضَ أصله وانتسابه

صُغْتَ في فجره الخطاب المُجَلِّي

ماتعشَّقْتَ في المعالي سرابه

ياصديقي المنابر اليوم تشكو

لوعةَ الشعر في زمان الكآبه

الصباحات أقفر الحُسنُ فيها

والمساءات لم تعد مستطابه

خُنَّسٌ في ضميرنا مُسْتَكنٌّ

ما اتَّقَيْنَا سهامه وحرابه

نتساقى الشقاق كأساً فكأساً

مُتْرَعاتٍ بمُخْزِيات الخيابه

مُرَّة في حلوقنا مبكياتٍ

قد رعينا سوامَها واحْتِلاَبه

في دمانا تفوح ريحُ الخطايا

وعلى ليلنا تنوح الربابه

أمةٌ لا ترى بعين هُداها

تصطلي إِثْمَ غَيِّها وعذابه

ياصديقي إليك تُصغي قلوبٌ

فاسكب الشعر مثل قَطْر السحابه

أنت في السمع منه لحن شجيٌ

والبيان اصطفيتَ منه لبابه

** ** **

3-3-1435هـ

تأجل نشر هذا النص لتوقف المجلة الثقافية خلال الاسبوعين الماضيين