الناشر : منتدى المعارف؛ بيروت؛ 2013
الصفحات : 319 صفحة من القطع العادي
يقوم الكتاب بدراسة الأصوات اللغوية في كتاب المستوفى في النحو للفرغاني (عاش في القرن السادس الهجري) ذلك الكتاب الذي ترك أثراً واضحاً في كتب من تلاه من المتأخرين والمحدثين. والمستوفى يتكون من مجموعة فصول، خصص عشرة منها لدراسة الصرف والصوت، ولم يجعلها في ضمن فصول النحو بل عدّها من الأبواب المفرّعة عن التأليف في النحو والمناسبة له والمتعلقة به. وأبواب الصوت التي سماها فصولاً هي (الإشمام والروم والاختلاس وتخفيف الهمزة والإدغام والتقاء الساكنين والوقف). والفرغاني في منهجه يتابع منهج سيبويه الذي صار منهجاً لأغلب النحاة فيما بعد، ولا سيما في دراسة الظواهر الصوتية، ومنها دراسته لظاهرة الإدغام التي كانت مفتاحاً للدراسة الصوتية، وهو ما سار عليه الفرغاني وأكده في مقدمة حديثه عن ظاهرة الإدغام.
وهذه الدراسة تقوم على بيان الجهود الصوتية للفرغاني، في ضوء ما توصل إليه الدرس الصوتي الحديث في معرفة آرائه في حقيقة الصوت وطريقة تكونه في الحياة عامة، وفي جهاز نطق الإنسان خاصة؛ ومخارج الحروف والظواهر الصوتية المختلفة ومدى موافقتها ومخالفتها للدراسات الصوتية قديماً وحديثاً، وبيان ما سُبق به الفرغاني وما سَبق هو إليه، لتتضح مواضع الأصالة والتفرد في جهوده في دراسة الأصوات.