إلى أخي الأستاذ/ عبدالرحمن العبدالمحسن الصالح صدى لقصيدته «الشاعر» المنشورة في ملحق الجزيرة بتاريخ 11-2-1435هـ
فزعت إليك تبثك الأشواقا
فأدر لها كأس العشيِّ دهاقا
تأتي رحيقُ الشعر عذبُ سلافها
وألذ مامسَّ الشفاهَ مذاقا
فإذا قوافي الشعر صفو دنانها
وإذا بأحلى بوحها نتساقى
تستفتح القلبَ الخلِيَّ من الهوى
فإذا القلوب على الهوى تتلاقى
قيثارة العشاق أُنْسُ عشيِّهم
طابت لكل مليحة ترياقا
أرسل صبُوح الشعر نفح عبيرها
لغةُُ بها مَيْس الصَّبَا رقراقا
كيد المِلاح بشَرْعِهِن محبب
كم أتعب الصَّبَّ الولوع وشاقا
يرضي غرور المترفات مُدَلِّلاً
لقلوبَ أذكى نبضها الأشواقا
قامت إليك تبث فَيْض حنينها
عذْبَ الحديث فأسكر الأوراقا
ياشاعري غِّرد به متدفقاً
كالسلسبيل وصيباً دفاقا
هذي قوافي الشعر بعض نديّها
أبكى وأغوى بعضها العشاقا
فتلفتت دُرر المعاني صبْوَةً
تُلقي إليك تحية وعناقا
عفواً « أبا وائلْ» أثرتَ مواجعي
من بعد ما صار الهوى غساقا
كل الجراح نكأتَها فتفجَّرَتْ
هماً تغشَّى شامها وعراقا
وأتى على النيلين نضحُ كُلومها
ويمانُها قد حيَّرَ الحُذَّاقا
والعالم العربي يشوي صبَرهُ
أحزابُ تُوْسعه هوىً وشقاقا
متلَّبساً بالإثم ساهَرَ همَّه
يُغْضي على كمدٍ يموت فُوَاقا
كِسْرى على عرش العراق مُبَشِّراً
«بالمزدكية» وثَّقَ الميثاقا
«والمنذران» لدى البلاط استُؤْسِرا
الذل يلوى منهما الأعناقا
ياشاعري ماذا أُحَدث والهوى
شرع ونحصد نبته إخفاقا
ونسير خلف القاسطين تَََذَلُّلاً
ونسِّبح الدولار والسُّرَّاقا
ياشاعري ماذا أُحدث .. غُصَّةٌُُ
في الحلق لاعياً ولا إشفاقا
الخالدان وأنت أدرى استَوْحَشَا
زمناً تلبَّس عورة ونفاقا
والمترفان وهل يَلذُّ لعاشق
حرف على نزف الجراح أفاقا
والعاثران العاشقون ترجَّلوا
البدر صار على الكرام محاقا
ضاق الحليم بحالنا وتسعَّرت
فتن رضعنا درَّها غساقا
كم «داحسٍ» ذقنا مرارة إثمها
«صفِّين» أْذكت جمرها الحرَّاقا
ماعاد حلم الصابرين يسرهم
في أمة لاتتقي الخَلاَّقا