رجلاك تصعد للمكارم سلما
والأرض بعضك والمعارج والسما
أوما تعبت؟ أراك ترسم فوقنا
قمراً، وتنثر من حنانك أنجما
ماذا أقول؟ جمعت أوزاني وما
أبقيت وزناً للمدائح سلما
وركبت بيتاً من قصيدك في الضحى
لأزور عالمك المقدس محرماً
من أي أر كان المطاف سأبتدي
هذا الطواف وأنت بيتك كالحمى؟
من بئر زمزمك الذي أسقيته
أمماً فسالت تحت رجلك زمزما؟
أم من مقامك وهو يهطل هيبة؟
أم من حطيمك حين قام وعلّما
يئست خيالاتي، وهابت أحرفي
دنياك أكبر من خيال كأنما
تمشي بموكبك القصائد أحرفا
وقصيدتي قلبٌ أحبَّ فتمتما
لكنه إن جاء عندك غُيِّبت
كلماته، وتلعثمت، وتلعثما
ما بال شعري لا يهاب وقد رأى
ملك الخطابة في بلاطك أبكما
كل القصائد منك تغرف وزنها
وتموت في العلياء لم تلق الفما
شيخ من الفوزان أبرق فضله
من ذا يضارعه الغداة إذا همى
عيناه تاريخ الحجاز، وصوته
لحن السواقي وهي تغتال الظما
ما الحبر؟ ما الأقلام؟ أنت أميرها
تفنى! وتبقى أنت تسخر منهما
وإذا عفوت فأنت أكرم من عفا
وإذا رميت فأنت أوجع من رمى
وإذا رضيت أتت إليك مشاعري
بيضا، وكاد الدمع أن يتكلما
إني سأسأل كيف ألبست الدجى
فجراً، وكيف جعلت قلبك منجما
ما هبّ فيك الشر إلا وانتهى
ميتاً، لأنك قد خُلقت مكرما
كلا، ولم يرحم فؤادٌ عثرة
إلا وكنت أبا المهابة أرحما
لو كان كل الناس مثلك في التقى
ما كان قد خلقَ الإله جهنما