طالعتنا المجلة الثقافية، التي تصدر عن صحيفة الجزيرة، في عددها السابق يوم السبت 29-4-1435هـ، بمقال معنون بـ(نشرة التراث اللغوي تعجّ بالأخطاء).
وقبل أنْ نتطرق إلى الرد على هذا المقال لا بدّ أن نوضح للقراء الكرام حقيقة هذه النشرة، وطريقة أدائها، والفريق الذي عمل بها.
إنّ هذه النشرة نشرة يوميّة، صدرت على هامش الندوة الدولية الثانية، لمتابعة وقائع الجلسات العلميّة وما يصاحبها من مداخلات وأحاديث وزيارات وآراء، قام بها فريق من طلاب القسم وطالباته المتطوّعين، وكان من أَجلِّ أهدافها تدريب الطلاب على التحرير، وتحفيزهم على العمل التطوعي، والمشاركة في متابعة أعمال الجلسات. وبالرغم من أنها كانت على هامش الندوة إلا أنها لفتت الأنظار بمواكبتها لفعاليات الندوة، وإخراجها الجميل، وحلتها الزاهية؛ لما تميّزت به من سَبْق إعلامي، ومِهنيّة عالية، ومتابعات دقيقة علميّة وإعلامية. وقد عكست صورة مُشرقة مُشرِّفة للطلاب والطالبات في قسم اللغة العربيّة وآدابها، أشاد بها كثيرٌ من المشاركين والحاضرين؛ فكانوا يطلبونها، ويتحرّون وصولها يوميًّا. وما وصولها للمجلة الثقافية إلا دلالة واضحة على أنها أصبحت متناً وقد كانت هامشاً. وقد نشر الله فضائلها المطويّة على حد قول أبي تمام:
وإذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود!
وقد ذكر المقال السابق أنها (تعجُّ بالأخطاء). وحين راجع المركز الإعلامي للندوة هذه النشرة لم يجد سوى أخطاء طباعيّة، تعتري كل عمل. ونحن في هذا السياق لا ننفي وقوع الأخطاء، أو ندافع عنها، فهي تقع في الرسائل العلمية المعتمدة من الأقسام العلميّة، وتقع في أعمال أساتذة كبار من لغويين وأدباء، بله الطلاب.
علماً بأن أكثر الأخطاء التي أُشير إليها في المقال بخطوط حمراء من مثل: (باسم، يشتمل على كلمة لرئيس، نتاج نجاح للندوة، 205 ملخص فقط، وذلك لاحتياج...) لا خطأ فيها، بل هي محض تدليس على القارئ!! وإنا لنستغرب من تضخيم تلك الأخطاء الطباعيّة في عمل الطلاب المتطوعين بل نشرها في المجلة الثقافية أصلاً، وما رافقها من عجيج وضجيج أثارا غضب أعضاء القسم وسخريتهم - بحسب المقال - حتى وصفوا هذه الأخطاء بالخزي والعار، وأنها تعكس صورة بائسة للقسم، وتقدح في استشعار المسؤولية وتحملها!! وإنّ تركيز المقال على أخطاء طباعيّة في نشرة جاءت على هامش الندوة، وما رافقه من تعليق بعض الأساتذة، وسكوتهم عن النجاح المبهر الذي لاقته الندوة الدولية الثانية (قراءة التراث الأدبي واللغوي في الدراسات الحديثة)، والأصداء الواسعة التي تركتها، والأصوات الكثيرة التي أشادت بها وبكل ما حملته في طياتها من بحوث، وتنظيم، وإعلام، وغيرها لأمرٌ مثير للدهشة والسخرية حقًّا، ويعكس صورة بائسة لما في نفوسهم!!