(1)
اخترْ بلاداً..
في نهايتها الطريقُ إلى البلادْ.
واركب جواداً..
إن مشى بكَ، سوف تتبعهُ الجيادْ.
هل سوف تعرفُ؟
غادرتْ شمسُ البداياتِ المعارفَ
لم يعد أحدٌ سيُفزعُ من أحدْ
(هي ذي بلادٌ في الشوارعِ،
لا شوارعُ في بَلَدْ)
حتى الصدى
ما عاد يُرجِعُهُ المدى
فلمن سترجِعُ يا وَلَدْ..؟
(2)
لا تبدأ العنوانَ بالسطرِ الأخيرِ
هي العناوينُ انقضتْ بينَ السطورِ
إذا انتهى من كلِّ حافظةٍ كلامْ.
انسَ الحكاياتِ القديمةَ
كلُّ فاصلةٍ ستعقبها علاماتٌ للاستفهامْ
ولأنكَ اخترتَ النقاطَ...
اسمح لروحكَ أن تمدد جرحها
كالعاطلينَ
إذا استعاروا
بسطةَ الأضواء في وسَطِ الظلامات المحاطةِ بالنجومِ
كأنها
تحفٌ مزوَّرةٌ تحاصرها التواقيعُ الأصيلةُ
ربما
ملأتْ قصوراً تستحيلُ إلى حطامْ.
هل قامتِ الأضلاعُ عن أقفاصها،
كي تستقيمَ القوسُ أطولَ من سواسيةِ السهامْ؟
(3)
اسألْ كثيراً،
هل يموتُ السائلونَ إذا الجوابُ أتى قليلاً؟
لا تمتْ
فلسوفَ تأتيكَ الجواباتُ الطويلةُ
كالأفاعي
بعد موتكَ، ناعماتٍ، سوف تحضنها
وتختبرُ المناماتِ التي
كانت مؤجلةً
وتختصرُ الرحيلَ بالانتظارْ
فاختصرْ هذا القرارْ
واحتفل بفرار دمعكَ ناشفاً، من وجنتينِ حبيبتينِ
إلى الهواءِ،
هو الهواءُ الآن أنتَ، تطير في كلّ الأماكنِ
إنما..
كم سوف يفجعكَ انتصارُكَ، بعدما اعتدتَ الهزائمَ
مثلما اعتادتْ على الكسر الرصاصةُ
حين يصدمها الجدارْ..؟!
هل سوف تحيا جمرةٌ، في غربةٍ، من دون نارْ؟
(4)
فلتسقط الأوراقُ،
لا..
لا تلتفتْ
هي كلُّها سبقتكَ في هذا السقوطِ،
وكلُّها، مثل العرائسِ في الموالدِ
لا تحرّكها الأصابعُ دونَ هزهزةِ الخيوطْ.
فانظر إلى كفيكَ، واقرأ
بعضَ أسرارِ الخطوطْ.
(5)
تلكَ المرايا..
سوفَ تتركها لمن؟
وبمن ستعرفها الخطايا؟
تلكَ المرايا..
سوف تحملها لمن؟
هل من جُناةٍ يرحلونَ مع الضحايا؟
تلك المرايا..
سوف ترحلُ، فابقَ أنتَ
تكن مشاعاً في الزوايا.....