حرّيةٌ وحَبْسْ.
كالروحِ..
كالتفاتةِ اليتيمِ
كالنسيمِ لا يُحِسُّ بلْ يُحَسّ.
كالمرأةِ العظيمةِ، الأصواتُ، كلُّ صوتٍ حولها
لكنها معجونةٌ بالهمسْ.
كالناسِ في احتيالِها إذْ تسرقُ الجمالَ قبلَ النفْسْ.
كالشعرِ عتّقَ الحروفَ كالكرومْ.
كالشمسِ في ملاعبِ الغيومِ
إذْ نقولُ للصغارِ عبرَ دهشةِ العيونِ:
يا عيونْ..
يا أيها الصغارُ يا طفولةَ السؤالِ أينَ الشمسْ؟!
يُشرقنَ من متاهةِ النعيمْ.
يحفظنَ شعرَكَ المقيم حيثُ لا تقيمْ.
يُشعلنَ في تورّطِ المعلمِ القديمِ دهشةَ الحديثِ والحضورْ.
يعبرْنَ بين فهمِهِ وما يقولُ بعضُ شكّهِ للدرْسْ.
فالوقتُ لا يعودُ كالطيورِ بلْ يدورْ.
أمّا أنا..
فالواقفُ المفتونُ بينهنَّ بعد غربةِ الضياءِ والسنينْ.
ما بين كافِ حرقةٍ ونونْ.
ما بين ما مضى من عزلةٍ سحريّةٍ وما يكونْ.
يسألنَ، قدْ كبُرنَ، فيمَ كنتَ أيها المفتونْ؟
ما جدْتُ بالجوابِ، جاد صاحبي الخيالُ قبلَ قولِهنْ:
في الفنِّ مثلَ ما يُظنُّ..
مثلَ ظنْ.
يضحكنَ حين عدْنَ للسؤالِ:
يا شاعرَ الجمالِ يا حبيبنا القديمْ
بالله قلْ لنا ما الفَنْ؟!
ما قلتُ، قالَ حالي
من ندرةِ السؤالِ حاضراً كنفرةِ الغزالِ.
الفنّ في تجويدهِ صياغةٌ جديدةٌ للأمسْ..
ونظرةٌ عميقةٌ للتالي.
الفَنّ..
الفَنّ..
الفَنُّ وصفُ حالِكُنَّ
وصفُ حالي.
الله كمْ ضحكنَ والندى يَجودْ.
والتينُ يسبقُ التفاحَ للخدودْ.
والفألُ يسبقُ اليمينْ.
هذا اكتمالُ درسِنا وعرسِنا والغرْسْ.