سيمر اسم الدكتورة فاتنة شاكر بتحولات طريفة، بعضها ليس من صنعها، وهنا أورد قصة لزميلنا الدكتور لؤي يونس بحري، وكنا تزاملنا في جامعة الملك عبدالعزيز في الثمانينات، وهو مؤرخ أكاديمي وكذلك مؤرخ ثقافي واهتم بثقافة المرأة السعودية وهاله ما قارنه من تطور لها هنا وصورة سلبية في أمريكا عنها، ولذا كتب مقالة ضافية نشرها في جريدة واشنطون بوست، استعرض فيها المواقع المهمة التي تتولاها المرأة السعودية ووقف على الدكتورة فاتنة شاكر وعلى دورها في رئاستها لتحرير مجلة سيدتي، كما أنها أستاذة جامعية وكاتبة مبرزة، وكان مقالاً مهماً نشر في جريدة مهمة، وجاءت المفاجأة حين ترجم المقال رجل صحفي ونشره في جريدة الشرق الأوسط، جاء فيه قول عن امرأة تلك صفتها وتلك منجزاتها واسمها (Fatena Shaker) وكان المترجم قد وقف على الاسم بالإنجليزية وبدا له أن ينقل حروفه حسب ما أسعفه الظن، ونقل اسم رئيسة تحرير مجلة سيدتي على أنه (فاطمة شقير)، ولعله قد تصور أن النون حلت محل الميم خطأ، وتصور أن الكاف تقابل القاف عربياً، حسب اجتهاد المترجم وغفلة الجريدة التي هي رديفة لمجلة سيدتي، وكل العاملين في الجريدة يعرفون مباشرة أنها فاتنة شاكر، ولكنها مرت عليهم، وأتذكر وجه لؤي وهو يدخل على مكتبي في الكلية وبيده الجريدة ووجهه يفيض بالغضب والسخرية والتوجع، وانشغلت معه في توجعه ولكننا لم نغفل عن خدعة الحروف لمن ليس له معرفة سابقة بمادة النص المترجم، وليس من أهل المرجعية الثقافية، ولاسم الدكتورة فاتنة شاكر قصة أخرى سأرويها في توريقة قادمة وكيف تحولت إلى فاتنة الشاكرية.