لكلٍ من اسمهِ نصيب إلا رهف، تلك الرياح التي أقبلت وفي كفها نسائمُ عليلة، ولكنها ما لبثت أن انقلبت عليلة فعلاً، عندما كشرت عن أنيابها في ظرفِ طيفٍ عابرٍ إلى أعاصير غاضبة، يتطاير الشرر من عينيها كالشظايا المتطايرة، حدث كل هذا ليلة الأربعاء، يوم أن قررت رهف الخروج عن نص المسرحية التي كتبناها سوياً، ففقدت ليلة الأربعاء هدوءها، وفقدنا موعداً هادئاً قد علقناهُ مسبقاً على صدر ليلة الخميس.. كرسالة نصية ننتظر قدومها بلهف ما الذي حدث يا رهف؟ إنني على أطراف مدينة الألم، لازلتُ أكتوي بسياط الأسئلة، كسجينٍ بين قضبان الفراغ، لم يغضب دولة الأحلامِ ولكنها ظنت به سوء ... ما الذي حدث يا رهف ؟ إنني على عتباتِ الهشيمِ، قشة أهلكتها القطرات القاسية والنظرات التي تشبه الرماح، « ولا يمكنُ أن أبقى أبداً.. كالقشة تحت الأمطارِ « هذا لأنني رجل، إن كنتِ تفهين ما معنى أنثى... إن كنتِ تعتقدين أن الباقة التي تركتها عند بابك الموصد في وجهي دائماً.. قد ذبلت، فإن الروح التي قطعت بها البيداء غير قابلة للذبول، حتى وإن فقدت فيكِ قليلاً من المغفرة والرحمة، على كل الذنوب التي لم ترتكبها، ولكنها حملتها حين غفلة عن المصير، لعل وعسى ..
إن كنتِ تظنين أنني كلبك المرافق، فعليكِ العودة للمعجم حتى تعرفي الفرق بين تابع، وشريك، وإن كنتِ تظنين أن كلامي هذا هو إنذار مسبق لحربٍ عنصرية، تدكُ فيها هولاميتي الرجولية، سحركِ الأنثوي، فإنكِ « لم تستطيعِ بعدُ أن تتفهمي * أن الرجال جميعهم أطفالُ».