تصوير - عبد المعين عبد الله زهير :
اختتم معالي الشيخ محمد العبودي جلسته مغرب كل اثنين وغادرنا إلى مكة المكرمة لحضور اجتماعات لجنة تقويم أم القرى والبدء من ثم بإجازته الصيفية المعتادة بين مكة والطائف وبريدة وسوف تستأنف جلسة الرياض بعد عيد الفطر إن شاء الله.
وكان الشيخ العبودي قد أحيا أمسية في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ضمن مشروعها (تجاربه في القراءة)حيث قال الدكتور فهد العليان مدير المشروع الوطني للقراءة: إن تسليط الضوء على تجارب المبدعين من أمثال الشيخ محمد العبودي وكيف أهّلتهم القراءة لأن يقدموا لنا كل هذا الإبداع الذي تزخر به المكتبة السعودية والعربية ربما مثَّل دافعاً لدى كثير من الناس، خاصة الشباب، ليحذوا خذوهم، وأن يعطوا للقراءة جزءاً من أوقاتهم، خاصة ونحن نعيش عصر الثورة التقنية التي تستأثر بكثير من وقت الشباب.
بعدها، بدأ الشيخ حديثه عن تجربته مع القراءة في زمان لم تكن فيه أدوات القراءة متوافرة مثل أدوات النشر الحديثة من مطابع ومكتبات ووسائل القراءة الجديدة في النت، وكان على كل محب للقراءة أن يبحث عن كتاب يقوم بنسخه أحياناً، وهذه كانت إحدى الوسائل في استيعاب الكتاب بقراءته، واستعادة القراءة أثناء النسخ. وأوضح الشيخ العبودي في سرد تجربته أنه يوزع وقته بين القراءة والكتابة، ويقضي جل يومه في مكتبته، لكنّ للكتابة نصيباً من هذا الوقت، ربما يكون كبيراً. وشرح تجربته في رحلاته التي ظهرت في كثير من المؤلفات، وأنه خلال الرحلات يقوم بتدوين ملاحظاته والتأمل في الأشياء والاهتمام بثقافة الشعوب حتى وإن كان البعض يراها ثانوية ولا تستحق التوقف عندها. واستعرض ذكرياته مع بعض الكتب التي نسخها، مثل مؤلفات ابن رجب الحنبلي، مبيناً أن تجربة النسخ تمرن الإنسان على الصبر والتحمل، وتحصيل العلم لا يكون إلا بالصبر وسهر الليالي. وأشاد الشيخ العبودي بتجربة مكتبة الملك عبد العزيز في التشجيع على القراءة من خلال مشروع القراءة الوطني، مبيناً أنه ليس حقيقياً أن العربي لا يقرأ، لكن ماذا يقرأ في ظل ازدحام الواقع بكل وسائل المعرفة؟ وعلى الأسرة توجيه أبنائها إلى القراءة عبر المشورة طالما وجدت وسائل وقنوات التحفيز على القراءة.
وبعد أن أنهى الشيخ العبودي حديثه قدم مدير الجلسة المتداخلين وأصحاب الأسئلة، وكان جل الحاضرين لديهم مداخلة أو أسئلة يطرحونها على الشيخ. وقد بدأت المداخلات عن مؤلفات الشيخ العبودي وتفرده في ميدان من ميادين التأليف، هو ميدان أدب الرحلات، الذي تجاوز فيه من سبقوه من المتقدمين والمتأخرين، إلى جانب مؤلفاته الأخرى في العديد من المجالات والفنون. ثم طرحت بعد ذلك العديد من الأسئلة التي أجاب عنها الشيخ، ومنها سؤال عن عدد كتبه، وهل هناك مجال للمقارنة بينه وبين آخرين ألَّفوا أعداداً من الكتب؟ وأوضح الشيخ العبودي أن الأمر ليس متعلقاً بالعناوين، فكم من عنوان خادع لا محتوى له، وكم من عنوان جاذب لكراريس لا تتعدى الورقات، وضرب مثالاً بأن كتابه معجم أسر بريدة بلغ عدد صفحاته ثلاثة عشر ألف صفحة، وقد يكون عنوانه عادياً ومباشراً.
ثم استمع الحاضرون إلى قصيدة شعرية للأستاذ إبراهيم التركي (أبو قصي) بعنوان «ذاك العبودي خدين الحرف من قدم»، أشاد فيها بفضل الشيخ ومحاسنه وخلقه، وهي قصيدة ألقاها الشاعر سابقاً في مناسبة تكريم الشيخ في مركز ابن صالح الاجتماعي.
وقد اختُتمت الفعالية بحوار مفتوح بين الشيخ والحاضرين، وبخاصة الشباب، الذين سعوا لالتقاط الصور التذكارية.