لم يُحرِّكْ شعرُ الحماسةِ من ذَلْ
نحن نشدو والجورُ يعثو ويقتلْ
وشقاقٌ بين العروبةِ طاغٍ
وعراكٌ كم هدَّ حصناً وأرْمَلْ..!
نزرعُ الحبَّ والوئامَ فنجني
بافتراءاتِهمْ قتاداً وحنظلْ
يستعيرون أمْنَهمْ من غشومٍ
فإذا ما طغى نفاهُ وعلَّلْ
مرَّ قرنٌ ونحنُ - ظلماً - نعاني
يا رفاقي هيَّا إذنْ نتغزَّلْ![1]
أُّيُّها النَّازفون شعراً أبيَّاً
ما لنبضِ الأُباةِ في النَّاس مَنْزِلْ
مات حسُّ الوفاءِ في الخلْقِ لمَّا
جلبوا الزَّيفَ للنُّفوسِ فدلَّلْ
لم يُؤثرْ شعرُ الحماسةِ إنِّي
سوف أشدو للغانيات وأجْزِلْ
آهِ للقاتلاتِ بالَّلحظِ سهْماً
هاكَ قلبي لَكُنَّ بالقتلِ يَحفِلْ
آهِ للفاتكات بالقدِّ غصناً
صار لحظي عَنِ التَّمايُل يسْألْ
آهِ للجاذبات بالخدِّ ورداً
أعشقُ الوردَ في الصَّباح إذا هلْ
يا ذواتِ الجمال ما لاحَ.. سحراً
حبذا سحرُكنَّ يجفو ويوصلْ
لم أقلْ إنَّكنَّ أسبابَ تَعْسي [2]
في زماني - هوىً - ولسْتُنَّ أوَّلْ
ما عرفنا بكنَّ أوَلَ قتلٍ [3]
لا ولا [يوسفٌ] بكنَّ تكبَّلْ [4]
وبكيدٍ منكنَّ ما انشقَّ قومٌ
فتمادي جسَّاسُهمْ والمُهَلْهِلْ [5]
***
يا فتاةً فيكِ الجمالُ تناهى
فتسامى فكلُّ ما فيكِ مُذهلْ!
لا تقولي ألستَ تخشى [رصاصي]
جنْدلِيني ما فاز إلاَّ مُجندَلْ؟
وامْدُدِي ظلَّكِ الدَّفيءَ لتلقي
ظلِّيَ الفذَّ للإقامةِ أطوَلْ
وتري للحياةِ عندي علوَّاً
ما دنا قطُّ للتَّلاعبِ أسْفلْ
إنَّ شعري أرقى من [الفيس] نشراً
ومِنَ [الواتس] في الزَّمان المبدَّلْ
إنْ تريدي ذيوعَ سحْرِكٍ نبضاً
.. كلُّ نبضٍ للمبدعين [تقوْقلْ][6]
لا تبيني تحشُّماً وحياءً
كلُّ نهْيٍ للفاتناتِ تحلَّلْ
من يخافون بل يخفنَ إلهي
كقضايا أصبحنَ لكنْ بلا حلْ
***
.. ربَّةَ الرَّوْنقِ المُمَيَّز إنِّي
ما بذات الدَّلالِ والحبِّ أجهلْ
ألَّفِينافري إليكِ ليهوى
واجذبي ما يصدُّ عنكِ ليُقبِلِْ
صيِّري الشّذْوَ من نسيمكِ يشذو
واجعلي الفلَّ من رنينكِ يخجلْ
صوِّبي كلَّ فاتكٍ لكياني
فسيلقى حفاوةً حيثما حلْ
كحِّلي - باهْتزاز كونِكِ طرفي
ذوِّبيني ثم اجمعيني بأكْحَلْ
ما ألذّ الجروحَ إنْ جُلتِ لحْظاً
وألذَّ الحياةَ من فيكِ مَعْسَلْ!
زلْزلِينِي فإنَّ سطْوَكِ أولى
والقوافي في ربَّةِ الحسْنِ أفضلْ
علِّميني كيف المحاسنُ تغزو
وأنا في مفاتنِ الغيدِ أرحلْ
إنْ تضنِّي أقلْ ودادُك أندى
أو تجوري أقلْ لقاؤك أعْدَل
أعشقُ الحسْنَ كيف لا ولنبضي
- مِثَلَ غيري - قلبٌ وشعريَ ما ملْ!
أنا والفنُّ.. كيف أجفوه سحراً
ويراعي من باعثِ الفنِّ ينهلْ؟
إنْ يتقْ هاجسي لحبِّ الغواني
ففؤادي بالذِّكرياتِ مُزمَّلْ
***
وإذا ازدانتِ القوافي ببوحي
في الغواني فالزِّينُ بالزِّينِ يَكمُلْ
كيف يلقى شعرُ الحماسة سمعاً
في زمانٍ فيه الوفاءُ تبذَّلْ؟
تركوه من مدَّةٍ فلماذا
هاجسي متعبٌ لداعٍ تعطَّلْ؟
إنَّ خيلي مع الخيول إذا ما
أقبلتْ جرأةً وإنْ هي.. تَجْفُلْ
يا رفاقي لا تعذلوا مُستهاماً
شطَّ بالغانيات ما شطَّ من قبلْ
ما لشعري وشعركمْ من زمانٍ
أمَّةٌ تسمعُ الصَّوابَ وتعملْ
ما لشعري وشعركم غيرُ نزرٍ
لم يعدْ راضياً بفَقْرَات مَحفلْ
ينشرون الجفاءَ حقداً ليقصوا
عنهمُ من زكا ومن طاب مَنْسَلْ
مُلئتْ ساحةُ المليحِ بضدٍّ
كم قُزِيْم - منها - نما ومُغفَّلْ
***
يحسبون البيانَ فحشاً ومعنى
يمزجَ الحسْنَ والسُّلوك المُخلْخَلْ
اعذروني إذا لغوتُ.. رفاقي
لو تغزَّلتُ لستُ للشرِّ مُقبلْ
سيظلُّ الوفاءُ للنَّفسِ عيناً
ويظلُّ الضِّياءُ للقلبِ مَنهَلْ
ما تحوَّلتُ أو هفوتُ لظلٍّ
لا ولا خاطري وقلبي تحوَّلْ
حسْبيَ اللهُ حسبيَ الله حسبي
من سبيلٍ إلى [ المهالكِ] مُوصلْ
** ** **
الهامش
1 - المقصود بالقرن هنا الزمن الذي يعيش فيه قوم أعمارهم متقاربة، أخذاً من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم [ خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم إلخ...]
2 - إشارة إلى خروج أبينا آدم عليه الصلاة والسلام من الجنة
3 - إشارة إلى ما حدث بين هابيل وقابيل
4 - النبي يوسف عليه الصلاة والسلام
5 - إشارة للحروب التي دارت بين بكر وتغلب
6 - الفيس والواتس أب وقوقل وسائل بحث وتواصل اجتماع الكتروني