الثقافية - عطية الخبراني :
لم يكن الجو الثقافي في المملكة بكل فروعه وتفرعاته في يوم ما خاليا من الشد والجذب والأخذ والرد ولا تكاد تنتهي مشكلة أو قضية أو سجال حتى يطل المتابعون على سجال جديد وقضية جديدة وملفات أكثر سخونة تعيد للوسط الخامل نشاطه وللصفحات الفارغة حبرها المشتعل بالخلاف والاختلاف.
واليوم يطل على الثقافة عهد جديد ووزير جديد برؤية جديدة وأمل جديد, وبلا شك تحديات جديدة وملفات معلقة وشائكة وهذا ديدن العمل الثقافي في كل مكان, فالوزير الشاب الذي لم يلتقط أنفاسه بعد سيجد بين يديه عدداً من الملفات التي أنهكتها الصحافة كتابة وانتقاداً, وأشبعتها نقاشات المثقفين جدلا واختلافا, وسيجد الدكتور عادل الطريفي نفسه أمام دوائر لا شأن له بخلقها لكنه المسؤول عن خلخلتها وفك مغلقاتها وفتح ثغرات داخلها من أجل رؤية ثقافية وطنية كبرى ومجتمع ثقافي شمولي ومكتمل من شأنه أن يصنع وجه هذا الوطن بشكل أكثر نصاعة وجمالا.
قدم الوزير الجديد ومعه بشرى الدعم الملكي لكل الأندية الأدبية بملايين عشرة للمضي قدماً بالعمل الثقافي ودعمه وصناعة آفاقه دون شكاوى وتذمر جموع المثقفين من قلة الدعم وضعفه, لكن هذا الدعم يصطدم بمجالس أوشكت على انتهاء فترتها الانتخابية ووعود متوالية من الوزارة بانتخابات في حينها.
العجيب أن تدور ذات الدائرة التي حدثت في عام 2011 م حين أعلن الملك عبدالله عن دعم الأندية الأدبية بعشرة ملايين ريال وكانت الأندية حينها على وشك الدخول في مرحلة الانتخابات التي تمخضت عنها المجالس الحالية, ودخل الوسط الثقافي في شد وجذب بشأن صرف الملايين العشرة, وكان حينها تعيين الدكتور ناصر الحجيلان فوجد ملف الدعم من أوائل الملفات على طاولته.
دارت السنوات الأربع وعاد ذات السيناريو ليتلقف الوزير الجديد في مهمته القادمة, ويبقى السؤال: متى ولمن سيصرف هذا الدعم في ظل الترقب لجدل الانتخابات والمجالس القادمة, وإذا صرفت فمن يسأل ويسائل المجالس الحالية عن الدعم السابق وأوجه صرفه, وعجز الكثير من المجالس عن الدخول في استثمارات تخدم أنديتها في سنواتها المقبلة؟.