سيظن القارئ الكريم للوهلة الأولى أنه سيقرأ سيرة لأحد الخلفاء الراشدين أو صحابة رسول الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، أو سنناقش مثل عربي قديم أو حكمة عربية قديمة، لكن للتوضيح والتنوير إن هذه كلمات قائدنا ووالدنا سلمان بن عبد العزيز خلال استقبال وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل الطريفي، وعدد من المثقفين، ورؤساء تحرير الصحف والكتاب، والإعلاميين السعوديين، فالمبادرة تحمل في طيّاتها الكثير من الإشارات والرسائل، فغير أنها ليست استحداث جديد في التاريخ الإسلامي وإنها مستلهمة من كلمات الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال «رحم الله من أهدى إلي عيوبي» وهذا لا يمكن قرأته إلا أنه دعوة لمشاركة الأفكار الجماعية وتبادل المشورة وحرصه على الطريق الصحيح والمتابعة والمناصحة والسلوك الشرعي، وأن المملكة تسير على كتاب الله وسنّة رسوله الكريم محمد صل الله عليه وسلم.
ففي مفهوم الصحابة أن بقاء الأمة على الاستقامة رهن باستقامة ولاتها، ولقد أخذت الدولة السعودية تلك السياسة الرائدة للخلفاء رضي الله عنهم جميعا وترجمت ذلك إلى لجان متخصصة ومجالس شورى تمد الحاكم بالخطط، وتزوده بالمعلومات، وتشير عليه بالأفضل، وعندما خاطب الوالد سلمان بن عبد العزيز المثقفين بمقولة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه «رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي» رأيت أنها تحمل الكثير والكثير من المعاني العميقة الظاهرة والدفينة، خاصة ونحن نمّر بالعديد من التحديّات لحماية الوطن من أعداء الداخل والخارج والظروف الراهنة تحتاج للحكمة وحرية التعبير وتبادل الأفكار بما ينص علية ديننا، فكل أطياف المجتمع من مثقفين وكتّاب وفنانين عليهم نقل تلك الرسالة للمواطن ولخارج الوطن، فالصحافة المكتوبة والمرئية هي الطريقة النفاذة لكل منزل وكل عقل, وهي صورة المملكة للعالم المتحضّر وإدراك والدنا سلمان بن عبد العزيز لهذه الرؤية وحث مثقفين البلد وفنانيها لإيصال رسائلهم وأفكارهم الإبداعية يعبّر عن مدى اهتمامه بالاطلاّع المستمر ونقل الصورة الحقيقية والجميلة للفرد السعودي الحقيقي القارئ المطّلع المهتم بإيصال تلك الصورة الرائعة عن شعب المملكة المضياف وجهة الإسلام الحقيقي على نهج النبوة الحقة، البعيدة عن التطّرف والجهل، وتقديم الفرد السعودي كواجهة مشّرفة بعيدا عن كل التصّورات التي يجتهد أعداء الإسلام بتصويرها للعربي بأنه كائن همجي جاهل متطّرف، فالناصح وجب عليه أن يكون مخلصًا لدينة ووطنه، صريحًا بعيدًا عن الظن السيئ، متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها، فالمملكة بلد كبير مترامي الأطياف يحمل الكثير من الثقافات المتنوعة والعقول المستنيرة، فكتّاب الرأي والمثقفين هم من ينقل هموم المواطن وأحلامه وتطلعاته، وتشجيع والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لهم بنقل الواقع بكل صدق مهما كان مؤلماً، يعتبر دلالة أنه وولي عهده وأبناءه على اطلاّع دائم ومتابعة دقيقة لكل ما يكتب وينشر، فالكلمات التي ينشرها مثقفين البلد بمجملهم هي تحمل مصيرنا المشترك شعب وقيادة، وأضاف والدنا الملك سلمان: «نعم المملكة تشكل الجزء الأكبر من الجزيرة العربية، هي منطلق العرب وبالتالي المنطلق للكتاب والسنة وأقول دائما وأكررها يكفي العرب عزاً أن يكون القرآن نزل على نبي عربي في أرضربية بلغة عربية، هذه نعمة كبرى ولكنها مسئولية أكبر علينا، يجب أن نربي شبابنا أبناء وبنات أن يعرفوا ويتأكدوا ما هي أهمية بلدهم.
وتابع: «نحن والحمد لله نتمتع بالأمن والاستقرار فيه، ويأتونا حجاج بيت الله والمعتمرون والزوار آمنين مطمئنين بين مكة والمدينة»
ففتح الباب لكل المثقفين بالتعبير وحمل رسالة عظيمة لكل مسلم في أصقاع الأرض تحتاج صدق وعقل يقبل الآخر مهما كان،ويواجه الخطأ من أعدائه بحكمة وثقافة ووعي وليس بإشاعة التطّرف والأفكار الظلامية فهذه البلد المقدّسة حملت الكثير من التاريخ والعلم وكانت مهد الرسالة المحمدية لكل البشرية، فوجب علينا أن نرقى ونكون على قدر طهرها وقداستها.
أحلام الفهمي - الدمام