ليس جديدًا أن يظهر لك عمل روائي تكتشف بعد قراءته بأنه لم يأخذ حقه إعلاميًا أو تسويقيًا، والعكس صحيح تتفاجأ في أحيان كثيرة أخرى ببعض الروايات وقد أخذت أكبر من حجمها الحقيقي إعلاميًا وحتى تسويقيًا، حيث تكتشف وبعد قراءتها أنها أقل كثيرًا مما توقّعته عنها وبما أحاطها من هالة وضجيج!
يا ترى إلى ماذا يرجع ذلك؟!
* تسويق الكتاب.
* سمعة الكاتب.
*علاقات الكاتب.
* تجاوز الكاتب للخطوط الحمراء.
* أشياء أخرى.
الذي أود قوله هنا أنني وبينما كنت أتصفح صحيفة «الوطن» مؤخرًا وقعت عيني على مقالة للكاتب والإعلامي المعروف «إدريس الدريس» تحت عنوان (عندما تسلّل الحب من الباب الطارف) تحدث فيها الكاتب عن رواية «الباب الطارف» للروائية عبير العلي، وكتب كلامًا جميلًا وجذابًا عنها وأسهب في وصف أحداثها، وهنا لا أنصح أبدًا بقراءة مقالة الدريس لمن يريد قراءة الرواية أولًا لأن المقالة سوف تحرق الكثير من إثارة ومتعة ومفاجآت الرواية.
ذائقة إدريس الدريس الفاخرة وثقتي بها دفعتني مباشرة لأن أبتاع الرواية من مكتبة العبيكان، وحقيقة وللأمانة فقد وجدت الرواية باذخةً جدًا، وممتعةً حد الثمالة، وتستحق بالفعل ما كتبه الدريس عنها.
كيف لا وهي تنقلك مباشرة لأبها بتاريخها وثقافاتها وموروثاتها وأهلها وأجوائها الخلاّبة والبديعة، ولكني وبعد كل هذا الإبداع والإمتاع وجدتني متعجبًا جدًا جدًا لهضم حق الرواية إعلاميًا وتسويقيًا بشكل كبير ومجحف، والغريب أيضًا أن الرواية لم تصدر حديثًا وإنما صدرت في عام 2012 م أي قبل حوالي الثلاثة أعوام، كذلك أبدي هنا تعجبي من عدم دخولها للمنافسة على الجوائز المعروفة للرواية كالبوكر وكتارا أو حتى جائزة حائل للرواية وغيرها، فهي تستحق ذلك ولا شك، وأفضل وأجود من كثير من الروايات السطحية المحلية التي تدخل للمنافسة سنويًا على تلك الجوائز وبخاصة الخارجية لنجدها تخرج من المراحل المبكرة والقوائم الأولية!
السؤال المهم الآن.. ما العمل لانتشال هذه الرواية وغيرها من أمثالها والتي لم تأخذ حقها الذي تستحقه؟!
أعتقد أنه لا بد من إحداث ما يشبه الصدمة لإعادتها للواجهة الإعلامية والتسويقية من جديد، وأتوقع أن ذلك مسؤولية الروائي أو الروائية إن أراد ذلك وليس دار النشر والتي خذلت العمل من البداية فكيف تدعمه وتنتشله في النهاية!
لذلك ليس عيبًا لو سربت عبير العلي للإعلام بأن «رواية (الباب الطارف) ممنوعة في معرض الكتاب القادم بجدة والرياض»!!!
بندر الحميد - الدمام