لم تكن هذه صفتها ولا علامتها ،ولم يكن في بالها أن تكون كذلك لكنها دخلت لتويتر مدفوعة بدوافع الجيل الشاب لاقتحام سوق الثقافة الجديدة وكانت تويتر أكثرهن إغراء وتفاعلية، وبدأت تتلمس طريقها بين الحسابات وكنت ألحظها تغرد برسوم ومواد فنية تدفعها بدفعات مكثفة حتى لتملأ المفكرة (المنشن) عندي بما ترسله لي كلما رأت حسابي نشطا، وحينها خاطبتها واقترحت عليها أن تقسط التغريدات تقسيطا وتخفف من كثافتها لكي لا تحدث ربكة لدى مستقبليها ولا تثقل على الحسابات المتفاعلة معها ،وكنت أذكر كلمة أبي بكر لولاته بأن لا يكثروا القول بما إن الكلام إذا طال أنسى بعضه بعضا، وكذا فإن التغريدات يمسح بعضها بعضا إذا تكاثرت وتوالت، وجاءني ردها بأنها تملك مخزونا من المادة الفنية وتريد أن تطلقه من محبسه ثم ذكرت لي أنها خريجة كلية فنية ولم تستثمر موهبتها في الرسم وترغب أن تحقق ذاتها عبر تويتر، وهنا تحرك عندها الحس الفني وصارت تثري فضاء تويتر برسوماتها البديعة وبدأت الحسابات تتابعها وكثير يطلب منها أن ترسمه، وفجأة أرسلت لي رسالة تقول إن لديها خطة لمطمح شخصي صار يعمر خيالها... ولكنها مترددة حول فكرتها، ولا شك أني قد حدست أنها تشير لشيء يتصل برسوماتها لذا حاولت تحفيزها على تنفيذ مطمحها ونصحتها بترك التردد، واقترحت عليها أن تقتحم التجربة ثم تترك الخطى تقود نفسها وكل خطوة تفضي لخطوة تالية، وحينها سترى أثر الخطوات وتصحح المسار حسب تحولات التجربة، فما لبثت أن كشفت عن مطمحها فغيرت اسم معرفها وسمت حسابها ب (رسامة تويتر) وهي التسمية التي خافت منها في البداية ولكنها قررت القفز باتجاه التجربة فوجدت ترحابا واسعا من المتابعين والمتابعات وقفز حسابها من العشرات إلى المئات ثم إلى الآلاف وتوالت المتابعات والتعليقات على رسومها حتى عمرت فضاء تويتر برسوم تحمل علامة تويتر وصفتها: (رسامة تويتر)، وجاءتها الصحافة والإذاعة تستضيفها وتحيي نجاحاتها وتعزز اسميتها وصفتها مع تويتر، كل هذا وما زلنا لا نعرف اسمها الرسمي ولكنا نعرف موهبتها وصفة هذه الموهبة ومدى طموحها وتشربها لمعنى المثابرة والنجاح.