سيما الناس في أرواحهم مثلما وجوههم.. وغرم الله الصقاعي سمته ابتسامته التي كانت عنواناً يشير إليه كلما التف جمعٌ من مثقفين وأدباء وزراع جمال في مناسبة أو لقاء يحضره غرم الله بسمته الغالبة.. الابتسامة..
رحيل غرم الله الصقاعي - يرحمه الله - سيخلف وحشة مؤذية في ضمير من عرف لطفه ووده، الذي كان خطاً وخيطاً يجمعه بالناس في كل مكان..
على المستوى الإنساني العام.. يعرف الكثير من أصدقاء الشاعر الصقاعي كرم نفسه الذي يحيط به محبيه.. وخصوصاً زوار الباحة الذين يستضيفهم في استراحته الخاصة، ويعد طعامهم بنفسه.. بروح وأريحية قد يكون صديقه الدكتور علي الرباعي أحق الناس بالحديث عنها..
رحل غرم الله بعد أن غرس نبض روحه شعراً وصدقاً في قلوب من عرفه والتقاه.. وهذا هو الرصيد الحي الذي يزرعه الكثير ويحصده قلة..
حين انتشر نبأ رحيل الشاعر غرم الله الصقاعي - يرحمه الله - الذي وافته المنية في تونس يوم الاثنين المنصرم، عقب حضوره المؤتمر التاسع عشر لاتحاد الكتاب التونسيين في الفترة من 29-30 ديسمبر الماضي، ضجت الاتصالات والانفعالات عبر منصات التواصل بصورة تبرهن على حجم الفاجعة وحجم المفجوعين به.. وكان قد أُدخل المستشفى إثر أزمة قلبية لم تمهله طويلاً.
والشاعر الصقاعي من مواليد منطقة الباحة جنوب المملكة عام 1961م، وله مجموعتان شعريتان (لا إكراه في الحب) 2012م، و(لغوايتهن أقصّد) 2014. كما شارك في كثير من المهرجانات العربية والدولية والمحلية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كان يقيمها في معظم مدن المملكة. رحم الله الشاعر الشهم غرم الله بن حمدان الصقاعي، وأسكن روحه الجنة..
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}