مثلَ عشقِ الصوفيّ تقوى قِبابَه
وكحُبِّ النسر الطليق هضابَه
كان لي موطني، وحبي له مثلُ
هوى الرومانْسيِّ نحو الغابة
شاعرٌ فكرُه شذا من عرارٍ
فكأنّ الرياض فيه مذابة!
أغمضَتْ مقلتاه وهو بنجدٍ
فبكى؛ حينما أحسّ اغترابه
كان لمّا نوى الترحُّلَ لا يحملُ
إلا جوازَه وعذابَه
وثرىً من نجدٍ ؛ ليُقبرَ إن كان
لظى الموتِ في دمشقَ أصابَه
كلَّ ليلٍ أهوى الرياضَ و(حسناء)
وتحلو مع الغرام الرتابة!
بين نجدٍ وغيرها الفرقُ خافٍ
كاختلاف البصْمات وهي تَشابَه
حينما لثْغُ ذكرياتي بنجدٍ
أيقظ الفجرَ واستماح الصَّبابة
منحتني الهوى – غريباً – كطفلٍ
يبصر الناسَ كلَّهم أحبابه
وأطلَّتْ عليَّ وجهاً طفوليّاً
كما يفتح الضحى أبوابه
طربَتْ غادةُ الشآم لشعري!
ما وعَتْ حلوتي بكاءَ الربابة
وهبوه غثّاً كلامي، أليس المنظر
العذبُ في الخلاء سرابَه؟
لم يعُد لي من الهوى غيرُ دمعٍ
إنّ أحلى ما في الكؤوس الصُّبابة
كلّ شيءٍ سواكِ يا نجدُ منفى
كلّ شيءٍ سوى العرارِ كآبة