يختاركَ الصمتُ،
لماذا،
كلما اخترتَ الكلامْ؟
والضوء يجرحُ
حين تفرحُ
باختيارٍ مثل هذا،
ثم يغمدُ فيكَ أعمدةَ الظلامْ.
هل كنتَ تعرفُ؟
- قد عرفتُ الآن.
- ماذا؟
- أنني الطفلُ الذي ضاعت يداهُ
على ثيابٍ
تستقيمُ على غيابٍ
كلما أمسيتُ يصحو،
كلما أصبحتُ نامْ.
هل من بقايا سوف تصمدُ في يدٍ ممدودةٍ للريحِ من جسدِ الحطام؟
تمثالُ ذلك.. وحدهُ
قد صار مثلكَ، في التوافقِ والتراشقِ والتفارقِ والخصامْ
فامسك على شفتيك ألفاظ الملامْ.
- أمسكتُ
سحقاً لامتثال الصمتِ،
لكْ.
قدَّرْتُ أنكَ تُستفزُّ، فكنتَ أقدرَ أن تفزَّ إليَّ بي
وتفوزَ بالأشياء.. تعرفُ
أنها كانت وصايا –في منامٍ– من أبي
حتى إذا انحلّ الغيابُ ليستحيل إلى انعدامٍ
كنتَ بين جوانبي
- هل غبتَ؟
- فيكَ أغيبُ. جِدْني
- أتحبني؟
- وتحبُّ نبضاتي سكوتَكَ؛ كن شجاعاً واحتويني كاملاً
وكأنني بعضُ التزامٍ سوف يكمله التزامٌ لا يعادله التزامْ.
- أتريد شيئاً من هناكَ؟
- نعم: سواكَ، لكي أجرّبَ خطوتي بين الزحام.
- تونس
ffnff69@hotmail.com