(هذا النص.. للحبيب: حبيب الأسدي الذي تحدثت روايات منسوبة إلى أنه زعيم بني أسد الذين كانوا يقطنون نجد ربما في مايسمى حالياً بمنطقة القصيم، وتتحدث تلك الروايات إلى أنه كان نصيراً للعدالة.. فتلك الشخصية الحقيقية والمتخيلة كتتب هذه الحروف)
حبيب..!
سمعتُ خشخشة نعلك شرفها الله قادمة من بعيد..
هاه، لا.. قادمة من قريب!
نعم من قريب. حبيب..!
سمعتك تصرخ في وجه ساسان..تنصر هاشم
ترفض خوفك..
خوف بني أسدٍ.. من الظل.. ظلّ الأوادم
وترفض هذي المآتم..
وهذي المشالح..هذي العمائم
وهذا النحيب..
حبيب..!
رأيتك تصرخ في النور.. ضد من آمنوا بالظلام..
تستحثّ الخيام..
تؤذن في الليل ..تسوق القوافل..
تقارع بالعلم من كذبوك..
آحلوا لساسان كل الحرام..
وأفتوا بإعدام كل حبيب
حبيب..!
لقد جحدوك.. واستيقنوا بالرذيلة
وهم عبدوا في النهار القبيلة..
وكل قبيلة..لها بعد تلك السنين ألف دين..
كفروا بعدك بالموازين.. والقسط..
فحتى بنو أسدٍ.. مالهم أي حيلة
هزموا أنفسهم.. واختصموا ..
واستبقوا للغريب..
ياحبيب!. حبيب!
قومك من بعدك قد ضلوا
وماراعوا بنود الثائرين..
قدسوا العجل وألقوا كلمة الباطل في وجه الطغاة الجائرين
نسجوا العهن بناءً للعناكب.. وتواروا خلف ثارات السنين
شربوا نهر الشقاق..وتنادوا راكضين
حملوا كل العتاد..لكن هذه المرة من أجل الصراعٍ ال (ذات بين) يا ..حبيب..
حبيب..
تركوا إرثك منكوباً على بعض الطريق.. ورموا بعضك طُعماً للكماة الساذجين
حنثوا بالله.. لكن أقسموا أن يحموا حياة الطغمة المصنوعة من رأي مهين
قبح الله حلوف الآثمين..
قبح الله مقاماً أقسموا فيه وأشخاصاً تنادوا لليمين
تركوا الميثاق والعهد وصانوا عهد أردشير
حين رأوا ساسان.. خروا ساجدين
آآه.. ياحبيب!.
حبيب..!
سمعتُك تقرأ..
تتلو بصوت عجيبٍ عجيب..
رسالة حبٍ مضمخةٍ بالنحيب..
موقعة من حبيبٍ عظيمٍ شريفٍ كريمٍ.. إليك موجهة يا حبيب
حبيب..
فديتك..
وجدتك ترقد في الذاكرة .. تغازل كل نضال
تنازل في الحق كل النصال
تدور على القوم.. تطرق باب القدر،
تجوب الشوارع تجمع كل التواقيع.. تقاتل دون قتال
رأيتك تلهث ترفض خطة الهرب المُحْكَمة..وترفض شرعية المحكمة..
تنحت صبرك من تلك الرواسي الجبال
غدوت رسول العدالة ..أصبحت رمزاً يفوق الخيال
حبيب.
فديتك، هلّا رجعت..
خصومك قد ملأوا الأرض دماً ..فأنت ترى المكر أنّى نزلت؟
سمعتَ عن الغاشمات الغواش .. كيف اخترقن سماء العذارى .. بيوت اليتامى.. صفوف المصلين.. سمعت؟
مضارب قومك قام عليها الغراب.. كأن طلولك في نجد.. قد برحت مذ برحت
بعيرك ضلّ.. وخيمتك الكبرى.. وأرضك قد صوّحت..
كأنك ماقد حللت..حبيب..
ومامن مجيب!
سمعتُ خشخشة نعلك شرفها الله قادمة من بعيد..
هاه، لا.. قادمة من قريب!
نعم من قريب.
..
ولا مجيب.. ومامن مجيب
حبيب!
عبدالله العودة - الرياض
abdalodah@gmail.com