كتب الصحافي البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك مقالاً في صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية حول قضية إعدام شعراء وناشطين أهوازيين كاشفاً ما يعانيه الشعراء الأهوازيون في ظل حكم الملالي الحالي يشبه فيسك في مقاله، وهو الأول له من نوعه حول الأهواز والأكثر انتقاداً لسجل إيران في مجال حقوق الإنسان، المجتمع الإيراني وما يجري في إيران من كبت للحريات وقتل للمواهب الشابة بـ «جمعية الشعراء الموتى»، ومؤخراً أثناء انطلاق «عاصفة الحزم» ضد التمرد الحوثي في اليمن العربي الشقيق، وما صاحب هذه العاصفة من تأييد خصوصاً من العرب، تم اعتقال الشاعر الأحوازي الشاب أحمد السبهان، الذي ظهر على وسائل الإعلام مؤيداً «عاصفة الحزم».. حيث اقتادته الاستخبارات الإيرانية إلى جهة غير معلومة، وما زال مصيره مجهولاً، رغم مطالبات تجمع الشعراء العرب بالإفراج عنه.
وتاريخ إيران بتصفية الشعراء حافل جداً.. إيران أعدمت الشاعر الأحوازي، رياض حامد الناصري، البالغ من العمر 38 ربيعاً، في الخامس عشر من أبريل (نيسان) 2015، بعد ما قضى ثماني سنوات في الأسر في سجن كارون السيئ الصيت.. ورياض الناصري كان شاعرا متعاونًا مع الفنان الأحوازي المشهور عباس السحاقي، وهو متزوج ولديه بنتان وولد، وابنه البكر محمد يبلغ من العمر 18 ربيعاً.
في 7 ديسمبر 2005 تم إعدام الشاعر هاشم شعباني والمعلم هادي الراشدي والمهندس محمد علي العموري والإخوة مختار وجابر البوشوكة المؤسسين لمؤسسة «الحوار» الثقافية لترويج اللغة والثقافة العربية في مدينة الخلفية. الاستخبارات الإيرانية التي تكن العداء للعرب اعتبرت الأمر جريمة بعد أن اشتد عود المؤسسة الثقافية، فلفقت التهم لهؤلاء الخمسة، وأعلنت بأنهم كانوا يعدّون لعمليات مسلحة.
لم يكد يمر أسبوعان فقط على إعدام شاعر الأحواز هاشم شعباني حتى أُعدم شاعر آخر هو خسرو برهوي، واختفى شاعر ثالث لم يعرف أحد لحد الآن مصيره، وهو حسن فوماني.. وقبل ذلك، خطفوا الشاعر سعيد سلطان في يوم زواجه، ثم صفوه، لاحقاً، في سجن ضائع بطهران.
حصلت أسوأ حالات القتل في عهد خاتمي، إذ قُتل أكثر من 800 مثقف بينهم محمد مختاري، وجعفر بوياندا، اللذان قتلهما عملاء الحكومة.
السبت الحادي عشر من شهر تشرين الثاني - (نوفمبر) 2012 أُعدم الشاعر ستار أبو سرور على يد السلطة الإيرانية وترك رحيله أثراً عظيماً على كل مواطن أحوازي.. ووصفوه بأنه رجل عظيم شجاع.
تطرق التقرير العام للأمم المتحدة إلى ازدياد حالات الإعدام في السنة الماضية، وإجراء محاكمات غير عادلة استناداً إلى اتهامات لا تبرر حكم الإعدام ولا أحكاماً طويلة الأمد بالسجن، حيث تشكّل تلك الأحكام انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.
وخلص التقرير إلى أن أحكاماً بهذه الشدة والقسوة مرفوضة وينبغي إيقافها من قبل الحكومة الإيرانية.. وأفاد التقرير بأن عقوبة الإعدام نُفذت بمعظم الحالات، في أعقاب إجراءات لم تمتثل للمعايير الدولية لحقوق الإنسان بشأن المحاكمة العادلة ومراعاة الإجراءات القانونية الواجبة، المنصوص عليها في المادة 14 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.. ولقد تردد أن المحكوم عليهم بالإعدام كثيراً ما يحرمون من الاستئناف، وتجري المحاكمات في الكثير من الأحيان خلف أبواب مغلقة، ولا تزال الاعترافات المنتزعة بالإكراه والتعذيب تستخدم كأدلة إثبات في إجراءات المحكمة.
وأشار الأمين العام إلى إعدام عدد من الأفراد سراً ، دون أن يعلم أقرباؤهم وتتاح الفرصة لهم بزيارتهم للمرة الأخيرة.. وفي بعض الحالات لم تسلَّم أجساد الضحايا إلى أسرهم لدفنهم حسب الأصول وطبقاً للشعائر الدينية. واستند التقرير إلى تنفيذ أكثر من 197 إعداماً في الفترة بين 1 كانون الثاني - يناير، و10 حزيران - يونيو 2014 وأن معظمهم أُعدم سراً.. تشير التقديرات إلى أن السلطات الإيرانية نفّذت حوالي 814 عقوبة إعدام خلال السنة الأولى من حكومة الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني ، وبهذا الرقم تكون عمليات الإعدام ارتفعت بنسبة 47 بالمائة مقارنة مع السنة الأخيرة من حكومة أحمدي نجاد التي شهدت تنفيذ 553 عقوبة إعدام.. ويُعتبر هذا العدد رقماً قياسياً جديداً خلال الـ15 عاماً الأخيرة في إيران، حيث تم تنفيذ عقوبة الإعدام في حق 19 امرأة و16 شخصاً من بين الذين ارتكبوا الجريمة في سن أقل من 18 عاماً ، وأُعدموا بعد بلوغهم الثامنة عشرة.. ويشير التقرير إلى أنه ينتظر أكثر من 160 حدثاً تنفيذ حكم الإعدام فيهم حالياً.
وفي جانب آخر من تقريره أشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، لم يف بوعده في إزالة أو التخفيف من الانتهاكات الواسعة في مجال حقوق الإنسان والحريات، وأن بعض الخطوات التي اتخذت بخصوص آليات تطبيق العدالة بحق المواطنين وانتشار الحريات لم تكن كافية ولم يطرأ عليها تحسن ُيذكر.
وقال السيد بان كي مون: لقد تم توقيف العديد من الأشخاص في الأشهر الماضية من قبل السلطة القضائية، بينهم صحفيون، ومدونون، ومخرجون، وكتّاب، وصدرت بحقهم أحكاماً على خلفية نشاطهم الصحافي أو تعبيرهم عن آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحالياً هم يقضون حياتهم في السجون دون مبرر.. «سبعة أسباب تكفي لأموت» لهاشم شعباني أعدمته السلطات الإيرانية لسبعة أيام وهم يصرخون بي: أنت تشن حرباً على الإله.! في السبت قالوا: لأنك عربي.. في الأحد: حسناً، إنك من الأحواز.. في الاثنين: تذكّر أنك إيراني.. في الثلاثاء: أنت سخرت من الثورة المقدسة.. في الأربعاء: ألم ترفع صوتك على الآخرين؟ في الخميس: أنت شاعر ومغنٍ.. في الجمعة: أنت رجل، ألا يكفي كل هذا لتموت.
أحلام الفهمي - الدمام