** الحقيقة هي أننا مللنا نفي الواضح من الظواهر والنظريات التي لا تحتاج إلى الدليل الذي ذكره الشاعر العربي المجيد: «وكيف يصح في الأذهان شيء...... إذا احتاج النهار إلى دليل»، ولعل حب استعراض العضلات بالخروج على المألوف هو إحدى الأرضيات الموبوءة التي تتهيأ لفريق المغالطات، وهناك أرضيات أخرى أشد خطرا يتكئ عليها المستفيدون عند ما يغالطون الرأي العام المحلي الذين يقابلهم متلقون من ذوي التدني الثقافي الذي يجعلهم لا يميزون بين الغث والسمين من الأقوال والأعمال، وفي ذلك ما فيه من الغش المسيطر على مفاهيم غالبية الأمم في كل زمان ومكان قبل أن يتسلح الناس بالمناعة الكافية ضد هذا العفن، وفي ذلك خدمة كبرى للأعداء الذين يتربصون بالبلدان الضعيفة الدوائر.. لكن الذي يبشر بالخير أن الساخرين من وجود نظريات المؤامرة تحديداً قلّت أعدادهم كثيراً أمام الحقائق الدامغة والماثلة للعيان فيما نراه من أحداث لا يستهين بآثارها المدمرة إلا من سفه نفسه، حيث مر بنا نماذج حقيرة من التآمر الوقح، إذ كان العرب في طليعة المستهدفين بالمغالطات، ومما يسيء إليهم أكثر أن بعض العرب هم من تولى كبر هذه الرذيلة، حيث يصل بهم العقوق الوطني، إن صح التعبير، إلى التهوين المشين من إمكانات وثروات العرب ويؤكدون أنهم أصغر من أن تستحقوا التآمر.. أما وقد تجلت الحقيقة في الأذهان كما تتجلى الشمس في رابعة النهار فلا نظن أن جوقة المغالطين سيطلون علينا مرة أخرى ذلك أن «الأول تحول»، كما يقول إخوتنا الخليجيون، والحمد لله من قبل ومن بعد!!
صورة:
** منذ وقت غير قصير وأنا أتابع بإعجاب وتقدير إبداعات الشاعرة أشجان هندي التي لم أرها إلا في ليلة تكريمها من لدن صاحب منتدى الإثنينية الوجيه عبد المقصود خوجه، إلى أن قرأت قصيدتها الأخيرة المنشورة في صحيفة الرياض مؤخراً بمناسبة انطلاق «عاصفة الحزم»، فتأكد لي أنها تفوق بعض قصائد المعلقات سواء من حيث الأسلوب الحديث، أو من خلال مقومات الشعر الرصين المتعارف عليها عند النقاد، وقد أعادت لنا الأخطل الصغير، وأبا ريشة ونظراءهما من الشعراء المبدعين، وليتنا نقرأ إبداعاتها في «ثقافية الجزيرة» المتألقة!!
- أحمد حامد المساعد - الباحة