8 ميجا بكْسِل:
كانت الدنيا تمطرُ وتَبْرقُ؛ فلاش وجودي زامنَ ازدحام 8 ميجا بكْسِل، لإظهار وجه مضيء إلى شاشة الآيفون، بمطر غسل الرياض كلها. أتحدثُ عن صورة هاتفية لا تعني أحدًا.. التقطتها قبل عامين، وأنظرُ إليها الآن.. الصور لا تعني في أندر لحظاتها الإمساك بكمشة ضوء يؤدي واجبه في تنقيط الصور، أو التفافة بانورامية لمشهد يُعَدُّ من مخازن الذكريات. ثمة صور هي حالة من الزمن المصاب بالتأهب، بالمضي، بالتوقف، بالدوران الباليهي، بلُثْغَةٍ يجب سردها كأسطورة إغريقية. ثمة صور ثمينة لآخر ما يمكن أن تقف عنده المهارة الإنسانية في تقييم الأشياء. وثمة صور بعد ذلك من أجل تمرين الكاميرا، واختبار التباين، والتأثير، وربط شريط الكتابة السَّاتاني لسناب شات!
«عَلْظُروف»:
تناسق الظروف فيما يشبه الاتفاق في غيبتي؛ من أجل صنع خطأ تقدير، أو ما يُتَعَثَّرُ به من فصيل المصادفة، وحتى ما قد يعود بالفرح والفائدة؛ تطمين بَرِّي رحب. كثقةٍ أضعها آخر الأمر في تناسق لون القرط، مع تنورة الكتان.
الظروف المتناسقة: مادة القَدَر. المسار الذي يرتبها بالتعادل، بالإحداثيات ذاتها. بآخر نقطة للغيب. بما لا يُعِيره الآخرون اعتبارًا. بما وسْوَس به طيرُ صيد؛ حتى أفلتته الطرائد..
حسنًا، وعلى ذكر الظروف، لا أجمل من لامٍ قمريةٍ سائلة، حين يقولُ عراقي ويظلُّ: «صابرْ عَلْظُروف»!
غريزة الدهشة:
دائمًا ما كنتُ أحرصُ على الاستماع إلى أحاديث الصغار حولي، ومراقبة أفعالهم إزاء تقصير الحياة أحيانًا في حقهم، حين تُحْشَى أفواههم الصغيرة بالحلوى، والطعام، ولا يسمح لهم بثرثرة بريئة يتساءلون بها، ويجيبون، ويتكلمون، ويمارسون غريزة الدهشة! وأحيانًا كنوع من أنواع الاقتراب من نفسي؛ لأَحْزِرَ مزيدًا من التفاصيل. فالصغار وحدهم يملكون مفاتيح فطرية لمسائل كبرى في كل هذا التشويش المغلق.
شَمَال صيفي:
كلما حاول المرء فهم الكون عاد إلى ذاته. دائرة كل المحاور، ومدار لم يُسمَّ بعد، التي يلزمها التلويح لدرب التبَّانة كلما انتصف شَمَال صيفي بخط الاستواء.
هل أقولُ بأنه يُفَعِّلُ الدائرة ذاتها!؟ الدائرة التي تصرفني كليةً إلى اكتشاف المزيد من لعبة الدوائر، بدءًا بقوس المطر الذي يتممه جبلٌ مبتلٌ، أو غيمة على شكل سوار مُشَرْشَر، واستراحة بدوائر العرض الشفافة.
حسنًا أخرى، وعلى ذكر الدوائر، الـ (ن) نصف دائرة أبدية!
نورة المطلق - الرياض