مرة ثانية أكتب عن مقترح لمهرجان سينمائي للمملكة العربية السعودية عبر وزارة ثقافتها المتجددة. فليس تقليديا الدعوة لإقامة مهرجان سينمائي لما يشبه مهرجانات السينما في العالم التي أكثر ما يهمها العرض والاستعراضات وما يطلق عليه (الشو) الذي يطغى على العملية الثقافية.
المهرجان المقترح للمملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الثقافة هو «مهرجان المياه السينمائي» لأن الحروب القادمة في العالم سوف لن تكون حروب النفط بل هي حروب المياه!
والمهرجان المقترح عن المياه هو مهرجان تسجيلي في أغلبه، وعند توفر الروائي منه فلا ضير في ذلك بل يزيده جمالا وأهمية.
الأفلام التي أنتجت عن المياه والبحار الروائية منها كانت أجمل الأفلام (الشيخ والبحر، تيتانك، موبي ديك. المطر، وفي مجال الفيلم العربي ابن النيل، النيل أرزاق، الأهوار..) أما الأفلام التسجيلية عن المياه والسدود فهي أجمل الأفلام لما تشكله المياه من أهمية في الحياة الإنسانية والوجود الإنساني. وأفلام المياه هي أجمل أفلام العالم فهي المادة الأجمل للتصوير ضمن مسار الحياة. ولكن ليس لها مهرجان تخصصي كما الكثير من الموضوعات من أفلام الطفولة وأفلام الصحة وأفلام البيئة. والمملكة العربية السعودية هي الأكثر جدارة لتبني هذا المشروع الثقافي. ويمكن أن تحقق نصرا ثقافيا عالميا سوف تفخر به المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية ومنظمات البيئة. ولعل ملفات المياه والأنهر في المنطقتين العربية والإسلامية هي ملفات ضخمة. يمكن الاستفادة منها في إنتاج الأفلام وقد خاطبتني الجامعة العربية من قبل أنها تضع ملفات المياه واتفاقياتها تحت تصرف السينمائيين الراغبين بالبحث سينمائيا عن المياه وهذا يخدم الجامعة العربية كثيرا. حدث هذا معي يوم كنت في مجلس أمناء اتحاد السينمائيين التسجيليين العرب.
تعيش المنطقة العربية اليوم مشكلة مياه، وحتى النفط فإنه يعتمد الماء في استخراجه. المياه الجوفية وطريقة استثمارها. السدود والحروب المتوقعة بسبب المياه، فاستعمال السدود للسلم وفوائد السدود واستثمارها للأيام الصعبة يمكن بحثه سينمائيا، وكذا استعمالها في الحروب هو عامل آخر للخوف من المياه إذ يمكن أن يغرق الأعداء أعداءهم بمياه السدود والأمثلة كثيرة، حيث هددت دولة الخلافة الإسلامية داعش الإرهابية على سبيل المثال بنسف سد الموصل وبحيرة الحبانية لإغراق مدينة بغداد! وكما السدود المستعملة بين الهند والباكستان. الأنهار والأنهار الدولية وقوانينها وتجاوز تلك القوانين. تحلية مياه البحار، ممرات المياه والقنوات وقوانينها الدولية في السلم والحرب. الأمطار والأعاصير وطرائق الاحتفاظ بالمياه لسنوات الجفاف والعطش، فإن بلدانا متطورة تحتفظ بمياه الأمطار عندما يدهمها الجفاف.
ترى كم من الموضوعات بتفاصيل مدهشة يمكن أن تنتج عنها الأفلام، وسنويا تنتج أفلام كثيرة عن المياه والبحار في العالم. أفلام تسجيلية دون أن تقام لها المهرجانات التي تليق بالمياه. فأفلام المياه هي الأجمل التسجيلية منها والروائية.
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}
صدق الله العظيم.
السؤال.. لماذا لا تتبنى وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية فكرة إقامة مهرجان سينمائي عن المياه، وبشقين، الشق الأول مهرجان وطني داخل المملكة العربية السعودية يعقبه المهرجان الدولي السينمائي للمياه. والفكرة تقوم على تقديم دراسة لإقامة هذا المهرجان وكتابة قوانينه وشروطه المهرجانية ولكن قبل المهرجان هو إعداد جيل من السينمائيين في المملكة على مدى عام وتأهيلهم ضمن دورة سينمائية علمية مركزة على إنتاج الأفلام التسجيلية بمعناها السينمائي وليس بالمفهوم التلفزيوني للفيلم التسجيلي. بمعنى ليس فيلم الريبورتاج، بل الفيلم التسجيلي الذي يعتمد لغة التعبير السينمائية. أن يتعلم جيل من السينمائيين في المملكة على طريقة كتابة السيناريو السينمائي للفيلم التسجيلي وطريقة التصوير والعمليات اللاحقة بموضوعات متنوعة عن المياه في المملكة العربية السعودية وبشكل متواصل يصار إلى الدعوة للمشاركة بأفلام المياه من أنحاء العالم، كما ويقدم مهرجان أفلام المياه دعما لمخرجي العالم لإنجاز الأفلام عن المياه وفق دراسة علمية للدعم والإنتاج. وبدلا من السجادة الحمراء التي تفرشها مهرجانات السينما في العالم كي يمشي فوقها نجوم السينما أمام الكاميرات، فإن السجادة الحمراء يمكن استبدالها في المملكة العربية السعودية بسجادة زرقاء تمثل المياه ويتم بناء صالة عرض خاصة بالمهرجان تحيط بها بحيرة يقطعها ممر أزرق يسير عليه منتجو ومخرجو أفلام المياه في العالم. وبذلك تكون المملكة قدمت أجمل الإنجاز للإنسانية في بحث بصري صوتي موسيقي بموسيقى المياه وأصوات الأمواج وزخات المطر أينما نزلت على الحقول وفي الصحارى وفوق المياه و البحار، ونحن نرى زوارق الدنيا وعواصفها وأمواجها على شاشة عربية وبالصوت المجسم، صوت السموات والأرض الذي يمثل موسيقى الحياة فتقدم المملكة للعالم أجمل الإنجاز الثقافي المرئي. الثقة كبيرة بوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية وفي خبرة وزيرها الإعلامية والثقافية والأكاديمية.
ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة!
- هولندا
k.h.sununu@gmail.com