الثقافية - عطية الخبراني:
أجمع عدد من المثقفين على تمسكهم بإقامة انتخابات الأندية الأدبية في حينها وموعدها المقرر له سابقاً فور انتهاء فترة مجالس الإدارات الحالية، والتي قضت أربعة أعوام هي فترتها الانتخابية التي دخلت بها إلى الأندية، مؤكدين في الوقت نفسه أن خيار التمديد لن يكون في صالح الأندية ولا المثقفين، ولن يكون بأي حال مساهماً في نضج التجربة الانتخابية التي بدأتها الوزارة قبل أعوام.
يقول الدكتور عبدالله حامد عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد إن التمديد إذا حصل فهو إشارة جديدة على منظومة مؤلمة من الأخطاء، وهو دليل جديد على التخبط الذي لا يزال يسير مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ولا زلنا نعاني تبعاته حتى الآن، واستقالات مثقفين بارزين من إدارة الأندية الأدبية مثل: «قران وبافقيه» دليل مؤلم على ذلك، ويضيف حامد: وأحسب أن رياح عصر الملك «سلمان « رياح الحزم والأمل والتغيير يجب أن تهب على الوزارة؛ وإلا فستكون سائرة خارج زمنها! ولا زلنا ننتظر من معالي الدكتور عادل الطريفي وهو الشاب القادم من القطاع الخاص أن ينظر لهذه المشكلات، فمن غير الأخلاقي ولا النظامي أن تتنكر الوزارة لعقدها مع الأدباء والمثقفين وتمدد لمجالس الأندية، وعلى كل فإنني أعتقد أن نخبة من أعضاء المجالس الحالية وهم المثقفون الحقيقيون سيبادرون إلى تقديم اعتذارهم عن الاستمرار -لو حصل التمديد- تقديرا لجمعياتهم العمومية، وامتثالا لعقدهم مع جمعياتهم.
فيما أكد الكاتب والشاعر أحمد السيد عطيف أن أعداء الانتخابات والثقافة في الوزارة سيواصلون عداءهم عن طريق إهمال اللوائح وخرقها وتأخيرها وسيجعلون التمديد للإدارات الحالية أمرا واقعا، مضيفاً أن كل مثقف حقيقي سيرفض ذلك علنا وبكل الوسائل النظامية وسيطرحون قضاياهم على أعلى المستويات.
وتابع عطيف: هناك في الوزارة مكاتب عليا لا تكن توجسا مريضا من المثقفين فحسب بل تكن عداء واضحا وراسخا ضد المثقفين وعداء بنفس الدرجة لمعنى مفردة «انتخابات»، وقد تكشف لنا خلال السنوات الأربع الماضية أن أسباب الفشل كلها في تلك المكاتب، رغم استماتة هذه المكاتب في أن تصور أن المثقفين هم السبب في الفشل الإداري الثقافي وفي فشل تجربة الانتخابات، وتعالت تصريحاتهم بذلك لدرجة أن صرحوا علانية بنيتهم إعادة تعيين أعضاء مجالس الإدارة عقابا للمثقفين الذين أفشلوا الانتخابات، لكن الوزير الأسبق عبدالعزيز خوجة نسف تصريحات أعداء الانتخابات وأكد بعدها أن لا تعيين وأن الانتخابات مستمرة، وربط إدارة الأندية به إلا أنه غادر الوزارة فعادت إدارة الأندية لوكالة الوزارة.
ويضيف الشاعر عطيف: لاحظ الجميع من أيام حسين بافقيه أن إدارة الأندية موضع عداء من تلك المكاتب العليا، وبسبب هذا العداء استقال كل مدير لاحق وآخرهم أحمد قران الزهراني الذي شكا علنا.
وختم السيد عطيف حديثه بالقول: الثقافة ليست لعبة ولا تترك لأعدائها المشهورين في الوزارة.
أما القاصة شيمة الشمري فترى أن الدورة السابقة للانتخابات لم تكن مثمرة في أغلب الأندية الأدبية، فقد شابت الانتخابات شكوك كبيرة جعلتها تستقيل من مجلس إدارة أدبي حائل، وهي مرحلة ليست جيدة في بعض الأندية وليس كلها بحسب قولها، لأن هناك أندية لم يتغير الأعضاء المثقفون، وهناك أندية دخلت عليها أسماء جل اهتماماتها «الكرسي والبشت والصور»، والدليل ضعف النشاطات المعتادة حتى على مستوى المطبوعات الهزيلة التي أتحفتنا بها بعض الأندية.
وتتابع حديثها: إنني أقول وبصدق لمعالي الوزير: صمت الوزارة عن الشروع في انتخابات جديدة يثير قلق التمديد، وهو ما أظن أن معاليه يدرك أن التمديد يعني تجاهلا لحقوق نظامية للجمعيات العمومية، كما أني أعتقد أن المثقفين الحقيقيين سيقدمون استقالاتهم بعد انتهاء فترتهم في مجالس الأندية، وأعتقد أن تغيير الدماء بعد هذه المرحلة القلقة مهم جدا.
وتختم الشمري: العمل الثقافي لابد أن يقوده مثقفون على قدر من الوعي والتجربة والمشاركة والقدرة على النهوض بالحركة الثقافية والأدبية في بلادنا وهو ما نتأمله في الانتخابات الحقيقية التي آن أوانها.
في حين هاجم الكاتب عبدالله الملحم عضو أدبي الشرقية المنتخب وكالة الوزارة للشؤون الثقافية معتبراً أن إلغاءها هو أجدى الحلول لإنقاذ أنديتنا الأدبية، ومؤسساتنا الثقافية التابعة للوكالة، مع إبقاء إدارة الأندية الأدبية كجهة تنسيقية بين الوزارة وإدارات الأندية، وبما لا يتيح لها التدخل في إداراة المثقفين لأنديتهم الأدبية، وبدون ذلك ستبقى المشاكل وتتفاقم..
وتابع الملحم: إن وزارة الثقافة والإعلام تعيش ترهلاً إدارياً، تمثله وكالة الشؤون الثقافية المستحدثة عام 2005م، ورغم أن وكيلها السابق الدكتور عبدالعزيزالسبيل قادها بصعوبة بين شعاب المثقفين، إلا إن من جاء بعده فشل في ذلك، فكيف تكون الأندية الأدبية حسب لائحتها مستقلة وهي خاضعة لوكالة الشؤون الثقافية؟! هناك مثل إداري يقول:»إذا أردت تعقيد أمر شكل له لجنة»ووزارة الثقافة أسهمت في تعقيد الشأن الثقافي باستحداثها لوكالة الشئون الثقافية، المعرقلة للعمل الثقافي، والمعمقة لمشكلات الثقافة في الأندية الأدبية، والمؤسسات الأدبية التابعة لها، وفي عهد هذه الوكالة أُغلِقَ نادي الشرقية الأدبي بالسلاسل، وهو مالم تفعله القوات الأمريكية مع أي مؤسسة ثقافية إبان احتلالها للعراق، وفي عهد هذه الوكالة تمت ملاحقة المثقفين لاعتقالهم واقتيادهم للتحقيق بالخفارة المشددة، ولم ينصفهم إلا القضاء الإداري، الذي أوقف التحقيق معهم، وفي عهد هذه الوكالة ألجأت الوزارة المثقفين لمقاضاتها في المحاكم، حتى صدرت خمسة أحكام لمجلس أدبي الشرقية المنتخب ولبعض أعضائه ضد وزارة الثقافة والإعلام، ومازالت الوزارة في ظل وجود هذه الوكالة تعرقل تنفيذ الحكم القضائي المؤيد من الاستئناف والواجب التنفيذ ضدها لصالح نادي الشرقية الأدبي المنتخب.
واختتم الملحم حديثه بالقول: نحن أمام واقع ثقافي مرتبك، وكيل الشؤون الثقافية السابق الدكتور عبدالعزيز السبيل غادر الوكالة مستقيلاً، وفي عهد خلفه استقال اثنان من إدارة الأندية الأدبية، واعتذر اثنان عن إدارتها، وأعفي واحد منذ استحداثها قبل سنوات معدودة، ألا يدعونا هذا لمعرفة السبب؟!
أخي الوزير........... التكملة في باب أقواس